للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التَّحريرِيَّة الْمُتَساوِقَة بالقارَّة الإفريقية، حيث أصبحت فيها شارةُ (جبهة التَّحرير الوطني) تمثِّل مُرادِفاً (للتَّحرير) ذاته، وخاصةً في (أنغولا) وفي (إفريقيا الجنوبيَّة).

وبالأمس قاد (خَيالُ) الثورة الفرنسيَّة المتمثِّلُ في: الحرية، والمساواة، والإخاء، جيش (نابليون) إلى قلب (موسكو) على حِداء نشيد (المارسيليَّة) (١)

واليوم تَقومُ (أخْيِلَةٌ) يوتوبيا ( utopies) (٢) أخرى، بصنع التاريخ في أصقاع أخرى من العالَم، بقدر ما تَقْتادُ الجماهير المتحمِّسة إلى العمل.


(١) كيفما نظرنا إلى الأمر فنابليون ليس مجرد ظاهرة بسيطة للهيمنة الفرنسية. لنستمع إليه يكاشف واحداً من المقربين إليه: ((لدي طموحان، أن أرفع فرنسا إلى أعلى درجات القوة الحربية والغزو الكاسح ثم التطوير فيها، ودفع كافة أعمال الفكر إلى مستوى لم تشهده منذ لويس الرابع عشر ... إن هذه البلاد لم تعد تستطيع أن تستغني عن إعمال الفكر والعقل بقدر ما هي لا تستطيع أن تستغني عن الهواء. لذا فأنا أشغلها بمعارك تربحها، ولكن يجب الوصول إلى تعهد الروح لدى شعب كبير، عالم صناعي مقدام، عندئذٍ ترتفع باريس عاليةً في أعين الناس التي ستعجب بها بحيث تصبح كاتدرائيتها بشكل طبيعي كاتدرائية العالم الكاثوليكي بأسره)). [ط. ف].
(٢) يجب فهم اليوتوبيا هنا بمعنى (المرافعة والإيديولوجيا) ومن بين هؤلاء الذين أعطوا هذا المعنى لمفهوم تاريخي واجتماعي أكثر مما هو فلسفي نذكر Cioran ( التاريخ واليوتوبيا) فهو يقول: ((تملأ اليوتوبيا في حياة المجتمعات وظيفة تعود إلى فكرة الرسالة ني حياة الشعوب)) [ص:١٥٦] ويقول: ((إن مجتمعاً لا يستطيع أن ينجب (يوتوبيا) وأن يكرس نفسه لها مهدد بالجمود والدمار)) [ص:١٣٩].
وكذلك غوستاف لوبون في (النتائج الأولى للحرب) (التحول الذهني عند الشعوب) طبعة ١٩٢٠م الذي يرى في اليوتوبيا (قوة عاطفية وصوفية) قمينة بأن تغير وجه العالم. وهو يذكر كمثال على ذلك الجرمانية والشيوعية والصليية إلخ. [ط. ف].

<<  <   >  >>