بهم، ثم أمطر عليهم حجارة من السماء، وهذه العقوبات/ لم يجمعها على امة غيرهم لشدة مفسدة هذا الذنب العظيم وفحشه وقبحه وشدة غضب الله على أهله ومقته لهم.
وقد أجمع الصحابة على قتل فاعله، وإن تنوعت آراؤهم في كيفية قتله: فحرقه خالد بن الوليد بأمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقال ابن عباس: ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه ثم يتبع بالحجارة. وقد رجم أبو الدرداء لوطيًا. وحرق ابن الزبير آخر كما فعل خالد بن الوليد.
وقال مجاهد: لو أن اللوطي اغتسل بكل قطرة في الأرض وكل قطرة في السماء لم يزل نجسًا.
وقد روي عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله تعالى إليهم حتى يحشره معهم».
قال بن القيم: وهذا المعنى صحيح وإن لم يصح الحديث. قال الله تعالى:{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ}[الصافات: ٢٢ - ٢٣].الآية. قال عمر-رضي الله عنه-أزواجهم: أشباههم ونظراؤهم. وقال تعالى {إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}[التكوير: ٧].
قال النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنهم-: هما الرجلان يعملان العمل الواحد يدخلان به الجنة ويدخلان به النار.