قد تقدم في الكبائر والصغائر جملة مما نهى عنه صلى الله عليه وسلم. وها أنا أذكر / في هذا الباب جملة صالحة على سبيل الإيجاز.
لأن كل فعل نهى عنه صلى الله عليه وسلم فهو دائر بين الكراهة والتحريم، وهو الأغلب وقد خص قوم الصغائر بالمحرمات، وهو أكثر مما تقدم لنا ذكره.
والذي يسكن إليه القلب، أن كل من أتى فعلاً نهى عنه صلى الله عليه وسلم فقد أتى معصية لقوله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧].
ولقوله صلى الله عليه وسلم:«ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فآتوا منه ما استطعتم».
فإذا اقترن بنهيه لعن أو وعيد شديد فهو كبيرة، وإلا فهو صغيرة.
وكما أن القسم الأول يشتمل على كبيرة وأكبر منها، كذلك القسم الثاني يشتمل على صغيرة وأصغر منها.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
فاعلم - وفقنا الله وإياك - أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى من استيقظ من نومه من