للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صف الروم حتى دخل بينهم فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري فقال أيها الناس إنكم لتؤولون هذا التأويل وإنما نزلت / هذه الآية فينا معاشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر أنصاره فقال بعضنا لبعض سراً - دون رسول الله صلى الله عليه وسلم -: إن أموالنا قد ضاعت وإن الله تعالى قد أعزّ الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا وصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى على نبيه ما يرد به علينا فيما قلناه {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥] وكانت التهلكة: الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب - رضي الله عنه - شاخصاً في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم.

وقال عكرمة: نزلت هذه الآية في النفقات في سبيل الله تعالى.

رواه الواحدي وغيره.

وروى أيضاً عن الشعبي قال: نزلت في الأنصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله فنزلت هذه الآية.

وقد روى مثل هذا التفسير عن ابن عباس وحذيفة والحسن وعطاء ومجاهد وجمهور أهل التفسير، وذهب إلى ذلك البخاري ولم يذكر في صحيحه غيره.

وقال السدي: أنفق ولو عقالاً ولا تلق بيدك إلى التهلكة فتقول: ليس عندي شيء.

وقال البراء بن عازب - رضي الله عنهما - التهلكة هي أن يذنب الذنب ثم يقول لا يُتاب عليّ.

أخرجه البيهقي في السنن.

وقال الغزالي: لا خلاف في أن المسلم الواحد يجوز له أن يهجم على صفّ

<<  <   >  >>