للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفيه أيضًا عن عمرو بن الجموح/ رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاية لله تعالى».

وفي المسند وشعب الإيمان للبيهقي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أي عُري الإيمان أوثق؟ قالوا: الصلاة. قال حسنة والله وما هي به، قالوا: صيام رمضان. قال: حسن وما هو ربه، قالوا: الجهاد، قال: حسن وما هو به، قال: إن أوثق عري الإيمان أن تحبَّ في الله وتبغض في الله».

والأحاديث في هذا كثيرة جدًا، والمقصود من هذه الأحاديث أن تعلم أن الحب في الله والبغض في الله مما لا يكمل إيمان المرء إلا به، بل هو أوثق عرى الإسلام وأحد دعائم الإيمان، وأنَّ المداهنة ليست من الدين في شيء بل المداهن يهلك نفسه ويهلك من داهنه.

كما جاء في صحيح البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المداهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسلفها، وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذين في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به، فأخذ فأسًا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا: ما لك؟ قال: قد تأذيتم بيِّ ولا بد لي من الماء فإن أخذوه على يديه أنجوه وأنجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم».

وتقدم هذا الحديث بنحو هذا اللفظ وبهذا اللفظ ذكره البخاري في كتاب الشهادات.

<<  <   >  >>