للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخلافة أبي بكر ومدة ولايته سنتان وأربعة أشهر. ومدة خلافة عمر بن الخطاب عشر سنين وستة أشهر. ومدة ولاية عثمان بن عفان اثنتا عشرة سنة. ومدة ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه أربعة سنين وتسعة أشهر.

فجميع تلك المدة تسعة وعشرين سنة وسبعة أشهر، وبقي إلى تمام ثلاثين ستة أو خمسة أشهر، وهذه المدة بقي الذي كان فيها أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما مستنداً بالخلافة قبل مصالحة أهل الشام.

كنيته أبو محمد. وكان دون الطويل وفوق الربعة، جميلاً أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله. وكان يخضب بالحناء والكتم، وهم ممن لبس الطيلسان.

وبويع له يوم الأحد التاسع عشر من رمضان، وقيل: في الثاني والعشرين من رمضان سنة أربعين، بايعه أهل الحل والعقد ومن بقي من المهاجرين والأنصار، ومن نكل من بيعة الله فقد بايعه طوعاً إلا من كان بدمشق.

ومدة ولايته خمسة أشهر، ثم صالح معاوية وعمره ما بين الأربعين والخمسين. وقيل: عاش اثنتا وأربعين سنة. وقيل: ثمان. وهو أصح. وكان الجراح بن سنان رماه بخنجر، وقيل: بمقول في فخذه حين طلبوا منه الأمان وضيعوه، فلما أفردوه أمضى الصلح.

وولادته كانت بالمدينة. وأمروا والي المدينة سعيد بن العاص حتى سقاه السم مع سعد بن أبي وقاص وجماعة من المهاجرين، فمات الحسن رضي الله عنه مسموماً بعد يومين، وسعد بن أبي وقاص في يومه. وقيل: سقته جعدة بنت أبي الأشعث بن قيس وكانت زوجته. وصلى عليه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

وقيل: كان نقش خاتمه الله أكبر وبه أستغيث.

وكان كاتبه خاله من قبل هند بن أبي هالة، ولفاطمة الزهراء رضي الله عنها أخ من الأم يقال له: هند بن أبي هالة له روايات عن النبي صلى الله عليه وآله، ولا يدخل حجرة فاطمة رضي الله عنها من الرجال إلا رسول الله صلى الله عليه وآله والعباس ثم علي رضي الله عنه ثم الحسن والحسين رضي الله عنهما ثم هند بن أبي هالة وهو أخوها من أمها، ولهذا قيل لخديجة: أم هند.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسن بن علي رضي الله عنهما: إن ابني هذا لسيد له سؤددي وهيبتي والحسين هذا ابني أيضاً له جرأتي وجودي.

وللحسن بن علي رواية عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله، وعن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعن أمه فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

وقيل: لما ولدت فاطمة رضي الله عنها حملته أسماء بنت عميس، وقالت: يا رسول الله هذا صبي حسن، فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله حسناً، فلما ولدت فاطمة رضي الله عنها الحسين رضي الله عنه حملته أسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: يا رسول الله هذا أحسن من أول، فسماه حسيناً.

وقيل: إن الحسن بن علي رضي الله عليهما كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله من الصدر إلى السرة، والحسين أشبه الناس به من السرة إلى القدم.

وقال واحد لأبي جحيفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله هل رأيت الحسن؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وإن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان يشبهه.

وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أحب الحسن والحسين أحبني.

وقيل: اضطرع الحسن والحسين رضي الله عنهما عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هيه يا حسن فخذ حسيناً، فقالت فاطمة الزهراء رضي الله عنها: يا رسول الله أتنهض الكبير على الصغير، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا جبرئيل يقول: أيها حسين خذ الحسن فاضطرعا، ولم يصرح واحد منهما صاحبه.

وقال عبد الله بن عمر: حج الحسن بن علي رضي الله عنهما عشرين حجة ماشياً وإن النجائب ليقاد معه.

وقيل: كانت ولادة الحسين رضي الله عنه بعد ولادة الحسن رضي الله عنه بثلاثة عشر شهراً.

وقال النجاشي الشاعر يرثي الحسن بن علي رضي الله عنهما:

يا جعدة بكية ولا تسأمي ... بكاء حق ليس بالباطل

على ابن بنت الطاهر المصطفى ... وابن عم المصطفى الفاضل

أعني فتى أسلمه قومه ... للزمن المستحرج الماحل

نعم فتى الهيجاء يوم الوغا ... والسيد القابل والفاعل

<<  <   >  >>