وقال السيد أبو منصور ظفر، لما مات محمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم المعروف بأبي جعفر الصوفي في حبس محمد بن طاهر بالشادياخ، وحملت جنازته والقيد على رجليه ليدفن في مقبرة عبد الله بن طاهر، تبعت جنازته امرأة علوية وهي تقول: يا آل طاهر شتت الله جمعكم وفرقكم كما فرقتم جمع آل رسو الله. قال: فما أتى على ذلك أيام قلائل حتى انقضت دولة الطاهرية، وكان من أمر يعقوب بن الليث ما كان.
قال الحاكم: أخبرنا السيد أبو منصور ظفر زبارة، قال: أخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، قال: أخبرنا أحمد بن خادم بن أبي غزوة، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا علي بن صالح، عن عاصم، عن زر عن عبد الله قال: كان الحسن والحسين رضي الله عنهما أمام النبي عليه السلام فيثبان عليه، فإذا نهيا عن ذلك أشار بيده نحوهما، فلما قضى الصلاة ضمهما وقال: من أحبني فليحب هذين.
قال الإمام علي بن أبي صالح الصالحي الخواري في تاريخ بيهق: السيد أبو منصور ظفر زبارة من السادات الكبار وكبار السادات، محدث غاز، وهو أخ السيد النقيب أبي يحيى محمد زبارة.
قال السيد أبو منصور: أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بالكوفة، قال: أخبرنا أبو عمرو أحمد بن حازم، قال: أخبرنا ثابت بن محمد، قال: سفيان، عن الحجاج بن فرافصة، عن مكحول عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من طلب الدنيا حلالاً استعفافاً عن المسألة وتعطيفاً عن جاره بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر. ومن طلب الدنيا حلالاً مكاثراً مفاخراً مرائياً لقي الله تعالى وهو عليه غضبان.
العقب من السيد أبي منصور ظفر بن أبي الحسين محمد بن أحمد زبارة السيد أبي الحسن الزاهد محمد بن ظفر، ولد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ومات سنة ثلاث وأربعمائة، أمه فاطمة بنت عبد العزيز بن مسلم.
قال الإمام علي بن أبي صالح في تاريخ بيهق: هو يروي عن المحدثين الكبار، مثل أبي الحسن محمد بن أحمد بن حماد الحافظ بالكوفة، وعن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الإمام إسماعيل، ويروي عنه ابنه السيد أبو إبراهيم جعفر الزاهد.
أخبرنا الشيخ الإمام علي بن أبي صالح، قال: أخبرنا السيد أبو علي أحمد بن علي بن محمد بن ظفر في كتابه، قال: أخبرنا السيد أبو إبراهيم جعفر بن محمد بن ظفر، قال: أخبرنا والدي السيد أبو الحسن محمد بن ظفر، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد الحافظ بالكوفة، قال: أخبرنا الحسين بن محمد الفرزدق الفزاري، قال: أخبرنا نجيح بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن عنبسة بن عبد الواحد، قال: أخبرنا جدي، عن نصير بن الأشعث، عن أبي إسحاق، عن عمه، عن أبي موسى الأشعري أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما قدمت وما أخرت وما أنت أعلم به مني، أنك أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير.
والعقب من أبي الحسن محمد بن ظفر بن محمد بن أحمد زبارة: أبو علي أحمد الأكبر، وأبو القاسم أحمد الأصغر، وأبو إبراهيم جعفر الزاهد المحدث، وأبو سعيد زيد.
والسيد أبو سعيد زيد الملقب بعلم الهدى وهو أبو سعيد زيد بن محمد بن ظفر. وتوفي السيد أبو سعيد رحمه الله في جمادي الأولى سنة أربعين وأربعمائة، ويروي السيد أبو سعيد عن رجاله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة: ظهر بيت الله والمقبرة، والمزبلة والمجزرة، والحمام، وعطن الإبل، ومحجة الطريق.
قال الإمام علي بن أبي صالح: أنشد في الحاكم أبو سعيد المحسن بن محمد بن كرامة، قال: أنشد أبو سعيد زيد:
سأصبر إن جفوت فكم صبرنا ... لمثلك من أمير أو وزير
رجوناهم فلم اختلفونا ... تمادت فيهم غير الدهور
فتنا بالسلامة وهي غنم ... وباتوا في المجالس والقبور
ولما لم ننل منهم سروراً ... رأينا فيهم كل السرور