للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قال النووي: (واعلم أن الصواب والمختار ما كان عليه السلف رضي الله عنهم من السكوت في حال السير مع الجنازة فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غير ذلك ... إلى أن قال أما ما يفعله الجهلة من القراءة على الجنازة بدمشق وغيرها من القراءة بالتمطيط وإخراج الكلام عن مواضعه فحرام بإجماع العلماء وقد أوضحت قُبحه وغلظ تحريمه وفسق من تمكن من إنكاره فلم ينكره ...) (١).

فانظر إليه رحمه الله وهو يفسق من لم ينكر فكيف بمن يقوم بهذا العمل.

ومن صور الاعتداء في الدعاء في ذلك:

بدعة التلقين بعد الدفن: حيث يقوم رجل على قبر الميت ويقول: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .. كل نفس ذائقة الموت .. إلى أن يقول: واعلم يا عبد الله وابن أمته أنك مت وأن الموت حق وأن دخول القبر حق وأن الجنة حق وأن النار حق وأن سؤال الملكين حق فإذا جاءك الملكان الموكلان بك وبالناس أجمعين فلا يزعجانك ولا يرعبانك, واعلم أنهما خلق من خلق الله كما أنت خلق من خلقه فإذا سألاك ما ربك وما قبلتك وما دينك وما منهجك وما الذي عشت ومت عليه؟ فقل لهما بلسان طلق لبق من غير تلجج ولا وجل ولا خوف ولا جزع فقل لهما الله ربي حقا الله ربي حقا الله ربي حقا ومحمد نبي صدقا وإبراهيم الخليل أبي وملته ملتي والكعبة قبلتي وعشت ومت على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله فإذا عاد وسألاك ثانية ماذا تقول في الرجل المبعوث فينا وفيكم وفي الخلق أجمعين، فاعلم أنهما يعنيان النبي محمد (فقل هو نبينا وشفيعنا ورسولنا محمد أتانا بالحق دين الهدى فاتبعناه وآمنا برسالته وصدقناه آمين آمين آمين، يا مؤنس كل وحيد ويا حاضر لست تغيب آنس اللهم وحدته وارحم غربته ولقنه حجته وعرفه بنبيه.


(١) الأذكار، ص٢٠٣.

<<  <   >  >>