للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

الاعتداء في الهيئة والأداء

وضابطه أن يدعو بهيئة وكيفية جاءت السنة بخلافها.

ومن ذلك:

١ - أن يدعو ربه دعاءً غير متضرع ولا مستكين (١).

قال ابن القيم: (وهذا من أعظم الاعتداء المنافي لدعاء الضارع الذليل الفقير المسكين من كل جهة في مجموع حالاته فمن لم يسأل سؤال مسكين متضرع خائف فهو معتدٍ) (٢).

ومن صور ذلك:

أ- رفع الصوت والصياح: قال ابن جريج (٣) (من الدعاء والاعتداء، يكره رفع الصوت والثناء والصياح بالدعاء ويؤمر بالتضرع والاستكانة) (٤).

وقال الإمام أحمد بن المنير الإسكندراني في حاشيته على تفسير الكشاف عند قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا

يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. ما نصه: (وحسبك في تعيين الإسرار في الدعاء اقترانه بالتضرع في الآية فالإخلال به كالإخلال بالضراعة إلى الله في الدعاء وإن دعاء لا تضرع فيه ولا خشوع لقليل الجدوى فكذلك دعاء لا خفية ولا


(١) الفتاوى (١٥/ ٢٤).
(٢) بدائع الفوائد (٣/ ٥٢٤).
(٣) ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الإمام العلامة له كنيتان أبو الوليد وأبو خالد، أول من صنف الكتب، حدث عن عطاء ولزمه سبع عشرة سنة وأخذ عنه الأوزاعي والسفيانان والحمادان وكان من أحسن الناس صلاة، توفي سنة ١٥٠هـ، انظر تاريخ بغداد (١٠|٤٠٠).
(٤) تفسير الطبري (١/ ٢٤٩).

<<  <   >  >>