للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعا بها مكروب إلا فرج الله كربته: لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين». وفي الترمذي: «دعوة أخي ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)؛ فإنَّه لم يَدْعُ بها مسلمٌ قطُّ إلَّا استجاب له» (١).

وهكذا عامَّة الأدعية النَّبوية على قائلها أفضل الصلاة والسلام؛ فالدُّعاء الذي تقدَّمه الذِّكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدُّعاء المجرَّد؛ فإن انضاف إلى ذلك إخبارُ العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغَ في الإجابة وأفضل (٢).

٢ - الإقرارُ بالذَّنب والاعترافُ بالخطيئة: وهذا واضحٌ بيِّنٌ في سيِّد الاستغفار؛ قال شيخ الإسلام (٣): "العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنَّة ومطالعة عيب النَّفس والعمل". وهذا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «سيِّدُ الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا


(١) الترمذي رقم ٣٥٠٥، النسائي باب ذكر دعوة ذي النون رقم ١٠٤٩١ (٦/ ١٦٨) وصححه الألباني في السلسلة برقم ١٧٤٤، ٤/ ٣٢٥.
(٢) ينظر الوابل الصيب ص١٢٠ - ١٢٢.
(٣) هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن الشيخ شهاب الدين عبد الحليم بن الشيخ أبي بركات، ولد في العاشر من ربيع الأول سنة ٦٦٠ ستين وستمائة للهجرة، تميز بقوة الحفظ والجد والاجتهاد من صغره وكان قويا في الحجة صادعا بالحق وله المقامات المشهورة في ذلك. من تلاميذه الإمام ابن القيم، وابن كثير، والإمام الذهبي وغيرهم، توفي في سجن القلعة بدمشق سنة سبعمائة وثمان وعشرين. الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ١/ ١٤٦.

<<  <   >  >>