للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحسن في رواية عن أنس: مَن دعا بهذا الدُّعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب (١) (٢).

يقول ابن القيم في الجواب الكافي: وكثيرا ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله أو حسنه تقدمه منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته أو صادف الدعاء وقت إجابة ونحو ذلك فأجيبت دعوته فيظن الظآن أن السر في لفظ ذلك الدعاء فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي، وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي فانتفع به فظن غيره أن استعمال هذا الدواء مجردا كافي في حصول المطلوب كان غالطا (٣).


(١) تخريج القصة: أوردها هبة الله اللالكائيّ في كرامات الأولياء (١/ ١٥٥)، والحافظ ابن حجر في الإصابة (٧/ ٣٧٩)، وسكت عن إسنادها ونسبها لابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة بإسناده عن أنس بن مالك، وكذلك ممَّا يضعف الحديث أنَّ الحسن البصريَّ عنعن الحديث عن أنس ولم يصرِّح بالسَّماع، ولم أقف على مَن صحَّح إسنادَ هذا الأثر، وكتب ابنُ أبي الدُّنيا من مظانّ المعضل وجميع رواياتها تدور على الكلبي غير صاحب التفسير، وهو مجهول.
(٢) وكذلك ما ورد عن العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه حيث قال: (يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم) فأجاز البحر ومن معه. انظر منهاج السنة (٨/ ١٥٥). وكذلك ما ورد عن إبراهيم بن أدهم؛ حيث هاج بهم البحرُ فقال: (يا حيّ حين لا حيّ، ويا حيّ قبل كلّ حيّ، ويا حيّ بعد كلّ حيّ). فسكنت الرّيح وهدأ البحر من ساعته. انظر سير أعلام النبلاء (٧/ ٣٩١).
(٣) الجواب الكافي (١/ ٧). وكذلك ما ورد عن العلاء بن الحضرمي من دعائه: يا عليّ يا حليم يا عظيم.

<<  <   >  >>