للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* عن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين إن شاء الله بكم لاحقون فنسأل الله لنا ولكم العافية» (١).

مما سبق يدل على استحباب زيارة القبور والسلام على أهلها والدعاء لهم.

٢ - الدعاء عندها لنفسه، واعتقاد أن الدعاء عندها أفضل، يقول شيخ الإسلام (أن يتحرى الدعاء عندها بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه في غيره فهذا النوع منهي عنه) (٢). وقال في موضع آخر وما أحفظ لا عن صحابي ولا عن تابعي ولا إمام معروف أنه استحب قصد شيء من القبور للدعاء عنده ولا روى أحد في ذلك شيء لا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه ولا عن أحد من الأئمة المعروفين وقد صنف الناس في الدعاء وأوقاته وأمكنته وذكروا فيه الآثار فما ذكر أحد منهم في فضل الدعاء عند شيء من القبور حرفا واحدا فيما أعلم فكيف يجوز والحالة هذه أن يكون الدعاء عندها أجوب وأفضل والسلف تنكره ولا تعرفه وتنهى عنه ولا تأمر به (٣). وقال وقد أوجب اعتقاد استجابة الدعاء عندها وفضله أن تنتاب لذلك وتُقصد وربما اجتمع عندها اجتماعات كثيرة في مواسم معينة وهذا بعينه هو الذي نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «لا تتخذوا قبري عيدا» (٤).


(١) مسلم، الباب السابق برقم ٩٧٥ (٢/ ٦٧١).
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم (٣٣٧).
(٣) المصدر السابق، ص٣٦٨.
(٤) أبو داود، باب زيارة القبور ٢٠٤٢ (١/ ٦٢٢)، وقال الألباني في التعليق صحيح. مسند أحمد برقم ٨٧٩٠ (٢/ ٣٦٧).

<<  <   >  >>