ولقد تركت وصالها عن قدرة ... وزجرت داعي النفس عن شبهاتها
لم أشك جور الحادثات وإن أقل ... حالت بي الأيام عن حالاتها
مالي أعدّ لها مساوي جمة ... والصالح السلطان من حسناتها
رب العفاف المحض والنفس التي ... غلبت مرؤتها على شهواتها
ملكية فلكية يسمو بها ... كرم ترسخ كنهه من ذاتها
تحتال في العذر الجميل لوفدها ... كرماً ولكن بعد بذل هباتها
سبقت مواهبه السؤال فما له ... عدة مؤجلة إلى ميقاتها
ملك تقر له الملوك بأنه ... انسان أعينها وعين حياتها
لو لم ينط بالبشر هيبة وجهه ... ذهلت بنو الآمال عن حاجاتها
يعطي الألوف لو أفديه براحة ... تفنى يد الأحداث من سطواتها
فكأنما قتل الحوادث بالندى ... وغداً يؤدي للعفاة ديانها
وله رحمه الله تعالى
ليت شعري بما تشاغلت عنا ... يا خليا أشقى القلوب وعنا
وبماذا اغتنيت عن وصل خلّ ... عنك يثنى ولم يكن عنك يثنى
فاتق الله في عذاب محب ... كلما جن ليله فيك جنا
ثم عد للوصال من غير مطل ... مثل ما كنت يا حبيب وكنا
سيدي قد علمت فيك اعتقادي ... فلما قد أسأت بالبعد ظنا
أنت مليتنا ولم نجن ذنبا ... لو علمنا ذنباً إليك لتبنا
بالرضا كان منك صدك والبعد ... وكان الفراق بالرغم منا
يا معير الغزال جيداً وطرفا ... ومغير القضيب لما تثنى
قد وجدنا الجمال فيك ولكن ... فيك حسن ولم يكن فيك حسني
وله رحمه الله تعالى
قالت لقد أشمتّ بي حسّدي ... إذ بحت بالسر لهم معلنا
أهكذا تفعل في حقنا ... وتظهر الأعداء على سرنا
قلت أنا قالت وإلا فمن ... قلت أنا قالت وإلا أنا