للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منهما خمسون مثقالاً وأنت لو وزنتني بريش ولحمي وعظمي وجميع ما في جوفي ما وفى ذلك بعشرة مثاقيل وقد ندمت على إطلاق الفائت وتأسفت عليه، ثم طار وتركه وفارق بحيلته شركه.

[مثل آخر]

حكي: أن قطاة تنازعت مع غراب في حفرة يجتمع فيها الماء وادعى كل واحد منهما أنها ملكه فتحاكما إلى قاضي الطير فطلب بينة فلم يكن لأحدهما بينة يقيمها فحكم القاضي للقطاة بالحفرة، فلما رأته قضى لها بها من غير بينة والحال أن الحفرة كانت للغراب قالت أيها القاضي ما الذي دعاك لأن حكمت لي وليس لي بينة وما الذي آثرت به دعوتي على دعوة

الغراب؟ فقال لها قد اشتهر عنك الصدق بين الناس حتى ضربوا بصدقك المثل فقالوا أصدق من قطاة، فقالت له إذا كان الأمر على ما ذكرت فوالله إن الحفرة للغراب وما أنا ممن يشتهر عنه خلة جميلة ويفعل خلافها فقال لها وما حملك على هذه الدعوى الباطلة؟ فقالت ثورة الغضب لكونه منعني من ورودها، ولكن الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل ولأن تبقى لي هذه الشهرة خير لي من ألف حفرة.

سئل إسحاق الموصلي عن عدد الندماء فقال: واحد غمّ واثنان همّ وثلاثة نظام وأربعة تمام وخمسة زحام وستة حمام وسبعة موكب وثماني سوق وتسعة جيش وعشرة نعوذ بالله منهم.

[الحكمة من الشعر والأمثال]

قال أبو الفتح البستني رضي الله عنه في ذم الزمان الخوان:

ومعنى الزمان على الحقيقة كاسمه ... فعلام ترجو أنه لا يزمن

ليس الأمان من الزمان بممكن ... ومن المحال وجود ما لا يمكن

وله رحمه الله تعالى

إذا أحسست من طبعي فتورا ... ولفظي والبراعة والبيان

فلا ترتب بفهمي إن رقصي ... على مقدار إيقاع الزمان

<<  <   >  >>