للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لله نعمان الأراك فطالما ... نعمت بها روحي على نعمان

وسقى الحيا منا كرام عشيرة ... كفلوا صيانتها بكل يماني

أهل الحمية لا تزال بدورهم ... تحمى الشموس بأنجم خرساني

أسد تخوض السابغات رماحهم ... خوض الأفاعي راكد الغدران

تردى بهم ربد كأن سهامها ... وهبت لهن قوادم العقبان

كم من مطوقة بهم تشدو على ... رطب الغصون ويابس العيدان

لانت معاطفهم وطاب أريجهم ... فكأنهم قطب من الريحان

من كل واضحة كأن جبينها ... قبس تقنع في خمار دخان

ويلاه كم أشقى بهم وإلى متى ... فيهم يخلد بالجحيم جناني

ولقد تصفحت الزمان وأهله ... ونقدت أهل الحسن والإحسان

فقصرت تشبيبي على ظبياتهم ... وحصرت مدحي في عليّ الشان

فهم دعوني للنسيب فصغته ... وأبو الحسين إلى المديح دعاني

وله رحمه الله تعالى

قسماً بسلع وهي حلفة وامق ... أقصاه صرف البين عن جيرانه

ما اشتاق سمعي ذكر منزلة طيبة ... إلا وهمت بساكني وديانه

بلد إذا شاهدته أيقنت أن ... الله ثمن فيه سبع جنانه

ثغر حمته صفاح أجفان المها ... وتكنفتهرماح أسد طعانه

تمسي فراش قلوب أرباب الهوى ... تلقى بأنفسها على نيرانه

لولا روايات الصبا من أهله ... لم يرو طرفي الدمع عن إنسانه

لا تنكروا بحديثهم ثملى إذا قصّ المحدث عن سلافة حانه

هم أقرطوا سمعي الجمان وطالبوا ... فيه مسيل الدمع من مرجانه

فعلام يفجعني الزمان بفقدهم ... ولقد رأى جلدي على حدثانه

عتبي على هذا الزمان مطول ... يفضي إلى الاطناب شرّ بيانه

هيهات أن ألقاه وهو مسالمي ... إن الأديب الحرّ حرب زمانه

تهوى وتطمع أن تفرّ من الهوى ... كيف الفرار وأنت رهن ضمانه

يا للرفاق فمن لمهجة مدنف ... نيرانها نزعت شوى سلوانه

<<  <   >  >>