فهو الذي لولاه نوح مانجا ... في فلكه المشحون من طوفانه
كلا ولا موسى الكليم سقى الردا ... فرعونه وسما على هامانه
إن قيل عرش فهو حامل ساقه ... أو قيل لوح قيل من عنوانه
روض النعيم ودوح طوباه الذي ... تجني ثمار الجود من افنانه
يا سيد الكونين بل يا أرجح الثقلين ... عند الله في أوزانه
والمخجل القمر المنير بتمه ... في حسنه والغيث في إحسانه
والفارس الشهم الذي هبواته ... من نده والسمر من ريحانه
عذراً فهذا المدح عنك مقصر ... والعبد معترف بعجز لسانه
ما قدره ما شعره بمديح من ... يثني عليه الله في قرآنه
لولاك ما قطعت بي العيس الفلا ... وطويت فدفده إلى طغيانه
أملت فيك وزرت قبرك مادحا ... لأفوز عند الله في رضوانه
عبد أتاك يقوده حسن الرجا ... حاشا نداك يعود في حرمانه
فاقبل إنابته إليك فإنه ... بك يستيل الله من عصيانه
فاشفع له ولأهله يوم الجزا ... ولوالديه وصالحي إخوانه
صلى عليك الله يا مولى الورى ... ما حنّ مغترب إلى أوطانه
وله رحمه الله تعالى
ألا يا أهل مكة إن قلبي ... بكم علقته أشراك العيون
جميعي صفقة مني اشتريتم ... فديتكم فلم أبغضتموني
فقد تم نحو مكتكم فؤادي ... وبين الكرختين تركتومني
لقد أغرقتم بالدمع جسمي ... وأشعلتم لفرقتكم قروني
غرامي في هواكم عامري ... فهل ليلى كما علمت جنوني
أمنتكم على قلبي فخنتم ... وأنتم سادة البدر الأمين
لئن أستكم الأيام عهدي ... فذكركم نجيبي كل حين
وقال رحمه الله تعالى في صباه يصف الأفق حين غروب الشمس وطلوع النجوم
كأنما الأفق لما شمسه غربت ... والليل يشمل در الشهب مسدفه
صبّ تردى بأثواب الأسى فبكى ... بدمع يعقوب لما غاب يوسفه