وعجل بالجواب لمستهام ... ودم في لطف رزاق العباد
وقلت مادحاً للشيخ العلامة اللوذعي الفهامة المولوي إله داد الساكن في بلدة كلكتة رعاه رب العباد
ذكر الحمى ومرابع الأخدان ... أجرى دموع مكابد الأحزان
وغدا به قلقا شحيط الدار لا ... ينفك من شوق إلى الأوطان
طوراً يئن وتارة يبكي على ... زمن الصبا الماضي على نعمان
يهتز من طرب إذا ما غردت ... قمرية سحراً على الأغصان
وينوح شوقاً للذين فراقهم ... جلب الهموم لقلبه الولهان
ما واصلت في البعد عيناه الكرى ... إلا السهاد وأدمع الأشجان
روحي فداكم فاسمحوا يا ساداتي ... بوصالكم للهائم الحيران
حتام هذا الهجر منكم والجفا ... وإلى متى أبكي بدمع قان
وحياتكم لولاكم ما شفني ... وجد ولا حل الهوى بجناني
بلغ نسيم الصبح إن جئت الحمى ... عني سلاماً عصبة الإيمان
واشرح لهم حال الكئيب وقل لهم ... منوا عليه بنظرة وتداني
أين المسيح لكي يعالج قلبه ... ذاك الكليم بصارم الهجران
ووصالكم هو في الحقيقة مرهم ... لفؤاده ومسة للعاني
فعسى تلين قلوبهم لمتيم ... صرفته قسوتها عن الخلان
ويفوز بعد البعد من ألطافهم ... بدنوّهم في أجمل الأحيان
مالي سواكم يا كرام وأنتم ... من كل خوف معقل وأماني
أولاكم الرحمن عزاً مثلما ... أولى العلى للعالم الرباني
اللوذعي أله داد المقتدى ... نجل الكرام ونخبة الأعيان
لقمان هذا الدهر أفلاطونه ... في كل علم فائق الأقران
بحر الفضائل والندى من فخره ... ضاهى السها قدراً عظيم الشان
ريحانة الآداب هذا طيبه ... يغنيك عن روح وعن ريحان
قد جزت يا كنز العلوم جواهر ... المعقول والمنقول والقرآن
طوبى لشخص يقتني منك النهى ... فليفخرنّ على ذوي العرفان