هم حملوني غراماً كاد أيسره ... يفني حياتي فقد بتّ الهوى حيلي
قلبي كليم بموسى البين واتلفي ... إن كان جرح فراقي غير مندمل
لقد لقيت الذي لم يلقه أحد ... قبلي سوى أهل صفين والجمل
ومنها:
هم أهل بدر فلا يخشون من حرج ... دمي مباح لهم في السهل والجبل
وللخل الوفي الأديب اللودغي عبد الكريم بن الحسين العتمي الزبيدي رعاه الله تعالى، وقد أملى عليه بعض الأدباء من أهل العصر البيت الأول من هذه الأبيات وأرسل بها إلى السيد العلامة صفي الاسلام أحمد بن محسن المكين الزبيدي رفع الله شأنه
أقبلت في الملابس الذهبية ... وعلى خذها العقود السنية
بنت عشر كأنها قمر الت ... م وفي لحظها سهام المنية
لست أنسى وقد أتت تتهادى ... بين زنجية إلى حبشية
فاحتفظ ما أقول واعلم بأني ... لم أطل في المقام شرح القضية
واسأل الماجد الصفيّ نظاماً ... فلديه مباحث أدبيه
وعلى باب فضله ازدحم النا ... س صباحا وبكرة وعشيه
فاهد عني إلى علاه سلاما ... مزرياً بالنوافج العنبرية
واذكرن عنده أقل المماليك ... وسله له الدعاء بنيه
قال المؤلف لهذا الكتاب أحمد بن محمد الشهير بالشرواني عفا الله عنه دخلت زبيد عام أربع وعشرين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية فحللت بدار الصاحب الأريب عبد الكريم بن الحسين العتمي وأقمت عنده يوماً في منزله ثم خرجت بعد صلاة المغرب متوجهاً إلى الحديدة فورد إليّ كتاب بعد وصولي إليها بيومين من السيد العلامة أحمد بن محسن المكين الزبيدي يتضمن عتاباً لعدولي عن الحلول بمنزله إلى منزل الشيخ عبد الكريم العتمي فمن جملة ما ذكر في كتابه هذه الأبيات وهي مرقومة في ديوانه:
كيف لم ترضني لودك أهلا ... ولغيري رضيت أهلا ونزلا
أجرى من أسير ودك ذنب ... موجب للعدول عني مهلا
أم توخيت أن غيري أولى ... لقديم الوداد حاشا وكلا
كنت أرضى بأن تشرف قدري ... بغبور بقدر أهلا وسهلا