آه لولا الشوق أجرى ... عبرتي ما قلت آه
ذبت من جور الليالي ... وكوى قلبي الفراق
صار جسمي في انتحال ... وفؤادي في احتراق
من يكن حاله كحالي ... قل أن يلقى دواه
آه لولا الشوق أجرى ... عبرتي ما قلت آه
أيها القمري قل لي ... ما سبب هذا النياح
هل كواك الشوق مثلي ... صرت مقصوص الجناح
قال شملك مثل شملي ... وبكانا من نواه
آه لولا الشوق أجرى ... عبرتي ما قلت آه
يا قديماً قد تفرد ... بالبقاهب لي رضاك
عبدك البكري أحمد ... ماله مولى سواك
بالنبي طه محمد ... منك لا تقطع رجاه
آه لولا الشوق أجرى ... عبرتي ما قلت آه
لا يخفى على كل ذي رأي نقاد وذهن وقاد أن هذه الأبيات الآتي ذكرها هي أيضاً للفاضل البكري عفا الله عنه لكنها على طريقة الشعر الحميني، والشعر الحميني لا يكون إلا ملحوناً كما هو ظاهر بهذه الأبيات التي كادت أن تسيل رقة، وذلك مما استحسنه المولدون من أدباء العرب سيما شعراء اليمن فإنهم فرسان هذا الميدان وحاملوا لواء هذا الشان:
قال رحمه الله تعالى:
في هوى بدري وزيني ... زاد وجدي والجنون
والدما من سحب عيني ... سيلها يجري عيون
قلت عيني أنت زيني ... والحشا يشعل ضرام
آه من صدّك وبعدك ... زاد وجدي والغرام
أنت شمسي أنت بدري ... أنت إنسان العيون
أنت تعلم أنت تدري ... مثل حسنك لا يكون
جل قدري صح عذري ... من يحبك لا يلام
آه يا عمري وروحي ... ذا الجفا كله حرام
آه ما أعدل قوامك ... ألا جورك لا يطاق
بالذي أعلا مقامك ... لا ترعني بالفراق
وابتسامك في سلامك ... قد حلا للمستهام
آه يا بدري وعمري ... قد كسا جسمي السقام
لك مراشف سكريه ... رشفها يشفي العليل
واللواحظ بابليه ... كم لها مثلي قتيل
والمنية والبليه ... لما ترمي بالسهام