ثم قال رحمه الله تعالى:(خَاتِمَةٌ) وهي في اللغة ما يُختم به الشيء، (خَاتِمَةٌ) آخر ما يذكر في كتب العناوين، كتاب، باب، فصل، مسألة، فرع، تنبيه، تتمة، خاتمة. لا تخرج عن هذه الأمور، والخاتمة المراد بها آخر الشيء ما يُختم به الشيء، ألفاظ مخصوصة دالة على معان مخصوصة قد خُتم بها كتاب أو باب أو فصل أو نحو ذلك، (وَخَطَأُ الْبُرْهَانِ حَيْثُ وُجِدَا فِيْ مَادَّةٍ) مادة الأصل بالتشديد، لكن لا يوجد في العروض التقاء ساكنين لا بد أن يكون ساكن ومتحرك، وساكن ومتحرك .. وهكذا، (فِيْ مَادَّةٍ) كما قلنا في الخاص وخاص خاصة
(وَخَطَأُ الْبُرْهَانِ حَيْثُ) أراد أن يبين الأخطاء التي يُمكن أن تعتري القياس، فلا يكون القياس صحيحًا يكون فاسدًا، وعَبَّرَ هنا بـ (الْبُرْهَانِ) عن القياس لأنه أصلاً يكون خطؤه القياس، لأن (الْبُرْهَانِ) أحد أنواع القياس، وهو ما كانت المقدمات فيه يقينية (وَخَطَأُ الْبُرْهَانِ)، ولم يقل وخطأ القياس، والخطأ محذور في القياس كله ليس في البرهان فحسب، وإنما اقتصر هنا على (الْبُرْهَانِ) لأنه لا يُشترط نفي جميع ما سيذكره إلا فيه، ولو سُلِّم في غيره فتخصيصه بالبرهان لأنه المقصود الأهم، لأنه الذي يفيد اليقين، نعم هو هذا خطأ البرهان لأنه هو الأهم عنده إذ يفيد اليقين، (وَخَطَأُ الْبُرْهَانِ حَيْثُ وُجِدَا)، (وُجِدَا) الألف للإطلاق ونائب الفاعل ضمير للخطأ، حيث وجد الخطأ يعني في أي تركيب وُجِد فلا يخرج عن صورتين: