إما أن يكون في مادة أو في صورة، مادة المراد به المقدمتين، في ذات المقدمتين، أو في صورة يعني في النظم والهيئة، هيئة المقدمتين، في مادة يعني فهو إما في مادة، وهو مجموع المقدمتين باعتبار اللفظ أو المعنى، أو في صورة وهو النظم والهيئة، يعني هيئة المقدمتين، فالخطأ حينئذ يكون في المادة وفي الصورة، نوعان، ثُمَّ المادة تكون خطأ في المعنى وخطأ في اللفظ، خطأ في اللفظ وخطأ في المعنى، هذا في المادة، في الصورة هذه لا يكون إلا نوعًا واحدًا، (فَالمُبْتَدَا) الفاء الفاء الفصيحة (فَالمُبْتَدَا) أي الأول الذي هو الخطأ في المادة وسيذكر مقابله بقوله: والتالي، (فَالمُبْتَدَا) يعني الخطأ في المادة في مجموع المقدمتين قال: (فِيْ اللَّفْظِ) يعني إما في اللفظ وإما في المعاني، البيت الأول ذكره في اللفظ وهو يتعلق بالخطأ في المادة، وفي المعاني كذلك الخطأ في البرهان ويتعلق بالمادة لكنه في المعنى، ويذكر بعض الأمثلة لا يستقصي كل الأخطاء وإنما بعضًا منها، و (فِيْ اللَّفْظِ كَاشْتِرَاكٍ) يعني أن يقع في المادة في المقدمة لفظ مشترك كما سبق أن الاشتراك ما اتحد لفظه وتعدد معناه، فإذا اشتملت المقدمة الأولى على لفظ مشترك المقدمة الكبرى على لفظ مشترك واختلف المعنى حينئذ لا يُنتج القياس، لماذا؟ لعدم الحد الأوسط لم يتكرر وإن تكرر اللفظ لكنه من جهة المعنى لم يتكرر، لو قال: هذا قرء - وأراد به الحيض -، وكل قرء يجوز الوطء فيه - أراد الطهر -، هل ينتج؟ لا ينتج، لو أنتج يكون فاسد النتيجة، لماذا؟ لعدم وجود الحد الأوسط أو المكرر بين المقدمتين، لأن القرء هنا ليس حدًّا وسطًا، لأن الحد الوسط لا بد أن يتكرر بلفظه ومعناه (كَاشْتِرَاكٍ) هذا مثال لسبب الخطأ لا للخطأ نفسه، يعني أو نقول: كخطأ اشتراك، يعني أن يأتي في المقدمة الصغرى والكبرى حدّ وسط يظن أنه حد وسط وهو لفظ مشترك اختلف معنياه، (أَوْ كَجَعْلِ ذَا تَبَايُنٍ مِثْلَ الرَّدِيْفِ مَأْخَذَا) يعني أن يخطئ في ماذا؟ [يظن أن هذا اللفظ متباين](١) يظنه مترادف وهو متباين، (أَوْ كَجَعْلِ ذَا) ذا هذا على لغة القصر، جعل مضاف وذا مضاف إليه، ذا بمعنى صاحب، والأصل أن يقول كجعل ذي لأنه يجر بماذا؟ بالياء، لكن لغة القصر إلزام الألف كما قال الشارح نفسه صاحب النظم في شرحه (أَوْ كَجَعْلِ) ذي (ذَا) بمعنى صاحب، الأصل في (تَبَايُنٍ) مع لفظ آخر (مِثْلَ الرَّدِيْفِ) يعني هو متباين ويظن أنه مرادف، (مَأْخَذَا) أي مثله في المأخذ في المقدمتين، هذا سيف، وكل سيف صارم، صارم لا يُطلق إلا على قاطع سيف قاطع، والسيف أعم يُطلق على القاطع وغير القاطع، فقال: هذا سيف أشار به إلى غير قاطع.