(هَذا) هذا الظاهر أنه عائد لِمَا تضمنه كلامه من قوله: (وَخَطَأُ الْبُرْهَانِ) من القواعد، وقيل المشار إليه المتن كله، (هَذا) كل ما سبق، أو (هَذا) خاتمة، يحتمل هذا ويحتمل ذاك، (هَذا تَمَامُ) بمعنى متمم (الغَرَضِ) الغرض أي الهدف الذي يرمي فيه (الْمَقْصُودِ) هذا الصورة الكاشفة لأن الغرض لا يكون إلا مقصودًا (مِنْ) تبعيضية (مِنْ أُمَّهَاتِ) جمع أم أو أمهات، أم كل شيء أصله على خلاف في ذلك، (مِنْ أُمَّهَاتِ) من تبعيضية أو بيان، بيانية أو تبعيضية، والأولى فيها أنها تبعيضية لأنه ما ذكر كل شيء إنما ذكر بعضًا، (مِنْ أُمَّهَاتِ المَنْطِقِ الْمَحْمُودِ) يعني كله محمود، وهذا فيه نظر، احترز به عن المنطق غير المحمود، وهو محشو بضلالات الفلاسفة إن أراد به هذا المعنى فلا إشكال، (الْمَحْمُودِ) أي الخالص (مِنْ أُمَّهَاتِ المَنْطِقِ الْمَحْمُودِ) احترز به عن المنطق غير المحمود وهو المحشي بضلالات الفلاسفة (قَدِ انْتَهَى) قد للتحقيق (انْتَهَى بِحَمْدِ) الباء للملابسة، والحمد هو الثناء بالجميل (رَبِّ الفَلَقِ) يعني خالق للفلق وهو الصبح، (مَا رُمْتُهُ) ما أي الذي أو الشيء (رُمْتُهُ) أي أردته أو قصدته (مِنْ فَنِّ عِلْمِ المَنْطِقِ)، والمشهور أنه نظم إيساغوجي نصّ على ذلك صاحب ((كشف الظنون)) (مِنْ فَنِّ عِلْمِ) من فن مضاف للبيان يعني (مِنْ فَنِّ) هو (عِلْمِ) من هنا بيانية أو تبعيضية (فَنِّ عِلْمِ) أي (فَنِّ) هو (عِلْمِ) أو فن هو علم، (عِلْمِ المَنْطِقِ) من إضافة المسمى إلى الاسم، (نَظَمَهُ) أي جمعه على وجه التقفية بوزن قفى (العَبْدُ الذَّلِيْلُ المُفْتَقِر)، (العَبْدُ) أي المتصف بالعبودية التي هي غاية الخضوع والتذلل، (الذَّلِيْلُ) تأكيد لِمَا يُفهم من العبد (المُفْتَقِر) أبلغ من الفقير وهو شديد الاحتياج، ومعنى الفقير المحتاج، مفتقر لماذا؟ (لِرَحْمَةِ المَوْلَى) المولى الرب جل وعلا، له معان ومنها الناصر (العَظِيْمِ) ذاتًا ومعنى (المُقْتَدِرْ) يعني تام القدرة فهو أبلغ من قادر المتصف بالقوة، (الأَخْضَرِيُّ) نسبة للأخضر قيل جبل بالمغرب، (الأَخْضَرِيُّ) النعت لعبد (عَابِدُ الرَّحْمنِ) عبد الرحمن الأصل زادها للوزن (عَابِدُ)، (الْمُرْتَجِيْ) يعني المؤمِل مع الأخذ في أسباب لأن الرجاء بمعنى الأمل (مِنْ رَبِّهِ) خالقه ومربيه (المَنَّانِ) أي كثير الْمَنِّ فَعَّال من الْمَنِّ وهو تعداد النعم، (الْمُرْتَجِيْ)، (مَغْفِرَةً) مغفرة من الغفر وهو السِّتر والتغطية وعدم المؤاخذة، (تُحِيْطُ باِلذُّنُوبِ) يعني تحيط تلك المغفرة بالذنوب، أل هنا للاستغراق، يعني كل الذنوب لأن محلى بأل كناية عن كونها تعم جميعها، بحيث لا يبقى فرد منها، (وَتَكْشِفُ) أي تزيل تلك المغفرة الغطاء (عَنِ القُلُوبِ) يعني الحجاب المحدث بالقلب الحائل بينها وبين ربها الحاصل بسبب اقتران الذنوب عن تلك القلوب، (وَتَكْشِفُ الغِطَا عَنِ القُلُوبِ) أي الحجاب الْمُحْدِق بالقلوب الحائل بينها وبين ربها يعني صاحبها، الحاصل بسبب اقتران الذنوب عن تلك القلوب، (وَتَكْشِفُ) بمعنى تزيل، (وَأَنْ يُثِيْبَنَا) هذا معطوف على قوله: (مَغْفِرَةً)، (وَأَنْ