للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخالف الباجي بشرط التالي ... وشرط ذاك رأي ذي اعتزال

(وَعَكْسُهُ)، أيْ: طلب الفعل لا مع الاستعلاء بل مع خضوع (دُعَا)، يعني: يسمى دعاءً في الاصطلاح إذا كان من أدنى لأعلى يكون هذا يسمى دعاءً، ولا يسمى فعل أمرٍ: {ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا} [آل عمران: ١٤٧]، {اغْفِرْ} مخلوق يقول لخالقه: {اغْفِرْ} هل نقول فعل أمر؟ هذا نقول تأدبًا مع الربِّ جلَّ وعلا يسمى: فعل دعاء، أما في لسان العرب فهو فعل أمرٍ، (وَعَكْسُهُ دُعَا وَفِي التَّسَاوِي)، يعني: والطلب في حال التساوي (فَالْتِمَاسٌ وَقَعَا) (وَقَعَا)، يعني: ثبت، الألف هذه للإطلاق، (فَالْتِمَاسٌ)، أيْ: عند إظهار الطالب المساواة للمطلوب منه، يعني: كلٌ منهما مساوٍ للآخر لا أعلى ولا أدنى لأنه قسمة ثلاثية، إمَّا أدنى لأعلى، أو أعلى لأدنى، أو مساوٍ لمساوٍ. الأدنى لأعلى يسمى دعاءً، والأعلى لأدنى يسمى أمرًا بشرط الاستعلاء، والمساوي للمساوي يسمى التماسًا، (وَفِي التَّسَاوِي فَالْتِمَاسٌ وَقَعَا)، يعني: الفاء هذه زائدة، ثم لما ذكر الكُلِّي استطرد بذكر بعض المصطلحات عند المناطقة فقال:

(فَصْلٌ فِي بَيَانِ الكُلِّ وَالكُلِّيَّةِ وَالجُزْءِ وَالجُزْئِيّةِ)

قال رحمه الله تعالى: (فَصْلٌ فِي بَيَانِ الكُلِّ وَالكُلِّيَّةِ وَالجُزْءِ وَالجُزْئِيّةِ). هذه العبارات يستعملها المناطقة، تقال: هذا الكُلّ وهذا الكُلِّية، وهذا جزء وهذا جزيئة، ما المراد بهذه المصطلحات؟ ولذلك علم المنطق من أوله إلى آخره لو أراد الطالب أن يضبطه كله اصطلاح، كله تعاريف، يعني: تستطيع أن تأخذ كل ما مضى معنا تقول تعريف الكُلِّي كذا، وتعريف الجُزْئِي كذا، من أوله لآخره، فجمهور مسائل المناطقة إلا ما يأتي في الأشكال ونحوها فهو تعاريف فقط تعاريف التقسيم هذه.

(فَصْلٌ فِي بَيَانِ الكُلِّ)

قال:

الكُلُّ حُكْمُنَا عَلَى المَجْمُوعِ ... كَكُلُّ ذَاكَ لَيْسَ ذَا وُقُوعِ

وَحَيْثُمَا لِكُلِّ فَرْدٍ حُكِمَا ... فَإِنَّهُ كُلِّيَّةٌ قَدْ عُلِمَا

وَالحُكْمُ لِلْبَعْضِ هُوَ الجُزْئِيَّةْ ... وَالجُزْءُ مَعْرِفَتُهُ جَلِيَّهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>