بل الواجب عليه بيان حقيقة الحال لمن بين يديه بموجب ما صح:«اذكروا الفاسق بما فيه يحذره الناس» وأجاب بعض الإمامية بأن المراد من فلان رجل من الصحابة مات على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - واختار هذا الراوندي، وهو مما يقضى منه العجب فهل كان يمكن لغيره - عليه الصلاة والسلام - في زمنه الشريف تقويم الأود ومداواة العلل وإقامة السنة، وهل يعقل أن رجلا مات على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وترك الناس فيما ترك ورسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قائم يصدع بالحق ويهدي إلى صراط مستقيم. هذا لعمري الخرق العظيم والخطب الجسيم. وأجاب بعض آخر منهم بأن الغرض من هذا الكلام مجرد التعريض بذم عثمان - رضي الله تعالى عنه - وهو أيضا مما يتعجب منه لأن التعريض كان ممكنا بدون ارتكاب هذا الأسلوب. وأيضا ما الداعي للتعريض دون التصريح وهو في الكوفة بين شيعته وأنصاره.
وجاء أيضا في النهج عن الأمير كرم الله وجهه في وصف الصحابة مطلقا:«كانوا إذا ذكر الله تعالى همت أعينهم حتى تبل ثيابهم وماروا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاء للثواب»
والأخبار في ذلك من طرق الشيعة عن الأمير كرم الله تعالى وجهه كثيرة، ومن طريق الجماعة أكثر، ولو آمنوا بها من هذا الطريق لذكرناها.
وجاء مدح أبي بكر - رضي الله عنه - عن الأئمة - رضي الله تعالى عنهم - ففي كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة لعلي بن