أبقتل ابن صفية تفتخر! سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«بشر قاتل ابن صفية بالنار» والشيعة كما في أبكار الأفكار للآمدي يزعمون أن استحقاقه للنار ليس لقتل الزبير بل لما علمه منه في عاقبة أمره، وذلك أن ابن جرموز قدم بعد ذلك على الأمير كرم الله وجهه مع أهل النهروان وقتل هناك، وإلا لقتله الأمير - رضي الله عنه -. والجواب أنا نعلم ضرورة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ذكر ذلك الخبر في حق الزبير - رضي الله عنه - من معرض التعظيم له والتفخيم من أمره، وذلك يأبى كون استحقاق قاتله النار لأمر آخر غير قتله. ولو كان المقصود ما ذكر لكان الكلام من باب الألغاز المنافي لحاله - صلى الله عليه وسلم - الموجب لارتفاع الوثوق بأوامره ونواهيه - عليه الصلاة والسلام - لاحتمال أن يريد بها معنى لم يظهر لنا، كما هو مذهب الملاحدة الباطنية. وأما عدم قتله فلقيام الشبهة على ما قيل. ونظيره ما أخرجه ابن أبي حاتم والبيهقي عن الحسن:«أن ناسا من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - ذهبوا يتطرقون فقتل واحد منهم رجلا قد فر وهو يقول إني مسلم إني مسلم فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك غضبا شديدا ولم يقتل القاتل» وكذا قتل أسامة - رضي الله عنه - فيما أخرجه السدي رجلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فلامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -