أمية الأمير كرم الله وجهه بأنه الذي دلس على قتل عثمان - رضي الله عنه - وكان كرم الله وجهه قد تصرف بسلاحه فقال لذلك قائلهم:
ألا ما لليلي لا تغور كواكبه ... إذا غار نجم لاح نجم يراقبه
بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
بني هاشم لا تعجلونا فإنه ... سواء علينا قاتلوه وسالبه
وإنا وإياكم وما كان منكم ... كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه
بني هاشم كيف التعاقد بيننا ... وعند عليٍ سيفه وحرائبه
لعمرك ما أنسى ابن أروى وقتله ... وهل يَنسَيَن الماء ما عاش شاربه
هُمُ قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما غدرت يومًا بكسرى مرازبه
وكان الأمير كرم الله وجهه يلعن القتلة ويقول: يا معاوية لو نظرت بعين عقلك دون عين هواك لرأيتني أبرأ الناس من قتلة عثمان. وتصرفه - رضي الله عنه - بسلاحه لأنه كان من الأشياء الراجعة إلى بيت المال. وحكمه إذ ذاك كحكم المدافع في زماننا في أن حق التصرف في ذلك للإمام. ثم إنه قد وقع الحرب بينهم مرارا وبقي كرم الله وجهه بصفين ثلاثة أشهر وقيل سبعة، وقيل تسعة؛ وجرى ما تشيب منه الرؤوس ويستهون له حرب البسوس، وليلة الهرير أمرها شهير. وآل الأمر إلى التحكيم. وحدث من ذلك ما أوجب ترك القتال مع معاوية والاشتغال بأمر الخوارج، وذلك تقدير