هلموا إلي فإنه لم يبق على دين الخليل غيري. وأنت تعلم أن هذا التأييد أضعف من دين ماني. ولم نر نحن هذا النقل عن أحد في الكتب المعول عليها في هذا الباب لغير الجلال والظن فيه حسن. وقولهم مؤمنا حال من فاعل اجتمع، فيخرج من اجتمع به - عليه الصلاة والسلام - غير مؤمن.
وقولهم ومات على الإيمان يخرج من اجتمع به - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا ومات -والعياذ بالله تعالى- كافرا كربيعة بن أمية وعبد الله بن جحش وعبد الله بن خطل. ثم ظاهر الكلام أن تخلل الردة لا يضر في إطلاق وصف الصحبة، وهو كذلك عند جمع سواء كان الرجوع إلى الإسلام في حياته - صلى الله تعالى عليه وسلم - أم بعد وفاته، لأن أشعث بن قيس ارتد بعد النبي - عليه الصلاة والسلام - ثم رجع إلى الإسلام بين يدي الصديق الأكبر - رضي الله تعالى عنه - وزوّجه أخته. ولم يختلف أحد من المحدثين في عده في الصحابة - رضي الله عنهم - وقال بعض: يشترط عدم تخلل الردة. والمراد من قولهم من اجتمع به - صلى الله تعالى عليه وسلم - مؤمنا ومات على الإيمان الاستمرار على الإيمان لا اعتبار الطرفين فقط. وهذا الخلاف على ما قيل ناشئ من الخلاف في أنه هل الردة وحدها تحبط العمل أو هي بشرط الموت عليها. فمن قال بالأول لقوله تعالى:{لئن أشركت ليحبطن عملك} ذهب إلى الثاني، ومن ذهب إلى الثاني لقوله تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت