إذا ما الغانياتُ برزنَ يوماً ... وزَجحَن الحواجبَ والعيونَا
أي وكحلن العيونا، وقول الآخر:
أعلفتها تبناً وماءً بارداً
أي سقيتها على أحد التأويلين في جميع الأمثلة. ثم قال الشيخ بدر الدين: والحق أنه عبارة عن أن يأتي الشاعر ببيت من الشعر وقافيته متعلقة بمحذوف، ويتغاضى ذكره ليفهم المعنى فلا يذكره لدلالة ما في لفظ البيت عليه، ويكتفي بما هو معلوم في الذهن مما يقتضي تمام المعنى كقوله:
واللهِ لا خَطر السلُّ بخاطري ... ما دمتُ في قيدِ الحياةِ ولا إذا
فمن المعلوم أن تمامه: ولا إذا مت. قلت أما البيت فللصاحب جمال الدين بن مطروح والتمثيل به صحيح، وأما الحد فهو للشيخ صفي الدين الحلي في شرح بديعتيه. ولا يخفى ما فيه من العلاقة والحشو والتطويل والإخلال، فإنه صريح في تقييده بالشعر وكونه في القافية، وقد صرح علماء البديع بأنه لا يتقيد بواحد منهما وأمثلتهم ناطقة بذلك، وصرح هو أيضاً - أعني ابن الصاحب - لوقوعه في شرح الحريري في قوله: