للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شديدٌ بك - أيها المذنب - ألا تستحي من الله تبارك وتعالى!

قال بعض السلف لابنه: «إذا دعتك نفسك إلى كبيرة؛ فارم ببصرك إلى السماء، واستح ممن فيها، فإن لم تفعل؛ فارم ببصرك إلى الأرض، واستح ممن فيها، فإن كنت لا ممن في السماء تخاف، ولا ممن في الأرض تستحي؛ فاعدد نفسك في عداد البهائم»!

أيها المذنب! الحياء دواء لفلتات النفس .. وكبح لجماحها ..

وتذكر دائمًا أن أولى من استحببت منه الله تبارك وتعالى .. العالم بسرك وعلانيتك .. والمطَّلع على أمرك كله ..

[أيها المذنب! الله قريب منك!]

يا خاليًا بمعاصي الله مستترًا .. ومنتهكًا للحركات خاليًا .. أما علمت أن الله قريب منك؟ !

فكم من مذنب غفل عن هذا القرب .. وكأن الله تعالا لا يطلع عليه!

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: ١٦].

عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنا إذا أشرفنا على واد؛ هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده».

[رواه البخاري ومسلم/ واللفظ للبخاري]

<<  <   >  >>