قال وهيب بن الورد:«من أحب شهوات الدنيا؛ فليتهيأ للذل»!
أيها المذنب! وتذكر أن لذة قهر الشهوات، أعظم من لذة الشهوات!
قال ابن الجوزي:«وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً، لأنه قهر، بخلاف غالب الهوى، فإنه يكون قوي القلب، عزيزًا؛ لأنه قهر؟ !
فالحذر الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن، كما يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز، ولا يرى بعين فكره القطع، وليفتح الإنسان عين البصيرة لتأمل العواقب، واستحالة اللذة نغصة، وانقلابها عن كونها لذة، إما لملل، أو لغيره من الآفات، أو لانقطاعها بامتناع الحبيب؛ فتكون المعصية الأولى كلقمة تناولها جائع فما ردت كلب الجوع، بل شهت الطعام، وليتذكر الإنسان لذة قهر الهوى، مع تأمل فوائد الصبر عنه، فمن وفق لذلك، كانت سلامته قريبة منه ... ».
أيها المذنب! فلتعظ نفسك .. ولتخوِّفها عقاب الله تعالى .. وشديد يطشه .. وجاهد عن شهواتها .. وإياك ومطاوعتها .. وسل الله تعالى هدايته إلى صراطه القويم .. والعون والتأييد على هوى النفس والشيطان ..
والحمد لله تعالى .. والصلاة والسلام على النبي وآله والأصحاب ..