للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إندونيسيا]

وفي إحدى الليالي شاهدت برنامجاً عن التنصير في إندونيسيا، وهالني ما سمعت ورأيت.

كل هذا العدد من المسلمين قد تم تنصيره؟

آلاف وآلاف بل وملايين تركوا إسلامهم .. حتى الأطفال الصغار رأيتهم وهم في إحدى دور التبشير يلعبون ويأكلون الحلوى ويمرحون، وبعد ذلك يطلب منهم المنصرون أن يقوموا بأداء إشارات التثليث، فما كان من أطفال المسلمين إلا أن قاموا بفعل ما يُطلب منهم بطريقة ميكانيكية تعودوها وعلموا أنها تُدّر عليهم الكثير من الحلوى والعطايا.

يا الله!! أهكذا يحدث لأطفالنا .. أهذا كله يحدث ونحن نائمون .. صامتون .. غافلون

وقبل أن ينتهي البرنامج إذا بأحد الدعاة الشباب هناك يوجه نداء لجميع المسلمين يقول فيه: نحن بأشد الحاجة إليكم .. هُبّوا لنجدتنا .. لن نعذركم أمام الله لتقاعسكم عن نصرتنا

زاد حزني وألمي وشعوري بالعجز عن تلبية نداء هذا الشاب .. فماذا نفعل يا رب، والأمر قد استفحل، والنار قد شبت في ديارنا، ولا نستطيع إطفاؤها.

[نشرات الأخبار]

حاولت أن أنسى ما سمعته ورأيته لاسيما وقد استقر في داخلي بأنني لن أستطيع أن أفعل شيئاً، وإذ بالنار تزداد اشتعالاً، فما من نشرة للأخبار أشاهدها في الآونة الأخيرة إلا وأرى فيها مآسٍ ومآسٍ جديدة للمسلمين، بل هناك جزء في النشرة مخصص لعرض مأساة العراق وصور القتلى من المسلمين الذين وصل عددهم إلى الآن حسب الإحصاءات المعلنة حوالي مائة ألف.

وفي النشرة كذلك جزء ثابت مخصص لفلسطين .. وما أدراك ما فلسطين ..

فالبيوت تُهدم بالجرافات على رؤوس أهلها .. والرصاص يخترق أجساد الصغار، والشهداء يتساقطون بالعشرات .. والذل والهوان والضياع والتشريد لا يمكن للعبارات أن تصفه.

مآسٍ هنا وهناك ولا ندري ما هي النهاية؟ وهل ستكون هناك نهاية؟!

[لماذا تركنا الله عز وجل؟]

سألت نفسي: ولكن أليس الله بقدير؟ أليس الله بجبار؟!

أليس سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. فلماذا يتركنا هكذا نتجرع كؤوس الذل والهوان؟!

لقد رأينا آثار الزلزال الذي حدث في المحيط الهندي وأثمر عن فيضانات واسعة عنيفة أودت بحياة عشرات الآلاف، وأزالت جزراً وقرى بأكملها من الوجود ..

رأينا فيه قدرة المقتدر التي تتضاءل وتتلاشى بجوارها أي قدرة مزعومة أخرى.

سألت نفسي: لماذا لا يُرسل الله عز وجل مثل هذا الزلزال على اليهود والأمريكان فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر، ويخلصنا منهم ومن شرورهم؟!

تزاحمت على ذهني الأسئلة: ألسنا مسلمين؟ أليس الكثير منا يصلي ويصوم؟! ألسنا ندعو الله ونتضرع إليه بأن يكشف عنا الغمة؟! فلماذا لم يستجب دعاءنا وهو القادر على نصرتنا في لمح البصر؟!

[القرآن يجيب]

فكرت كثيراً عن مصدر يجيب عن أسئلتي، فقفزت إلى خاطري فكرة البحث عن الإجابة في القرآن ... أليس القرآن هو كلام الله؟! أليس القرآن هو دستور الأمة؟!

أقبلت على القرآن باحثاً عن بُغيتي، ففوجئت بأن الإجابة فيه واضحة تمام الوضوح، ليس فيها لبس ولا غموض، فالله عز وجل قادر مقتدر"وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له" [الرعد:١١] .. يستطيع أن يغير ما حاق بنا في لمح البصر"إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون" [يس:٨٢]

ومع ذلك فقد أخبرنا القرآن بأن الله عز وجل لن يفعل ذلك إلا إذا قام المسلمون أولاً بتغيير ما بأنفسهم من اعوجاج، والتزموا منهجه، واستقاموا على أمره"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" [الرعد:١١]

فالأمر واضح وجلي .. إن أردنا استجلاب النصر الإلهي فلا بديل عن تنفيذ أوامر الله ونصرته سبحانه على أنفسنا"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" [محمد:٧]

<<  <   >  >>