الصابر» [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي/ صحيح ابن ماجه للألباني: ١٤٤٠].
أخي المسلم: تذكر دائمًا أنك راتع في نعم الله تعالى .. فلا تستحقرنَّ نعمة من نعمه .. فكم من نعمة يضيق العلم عن معرفة قدرها وعظمها! ولا تفهمن أن النعمة أن تكون كثير المال .. واسع الثراء .. غارقًا في أنواع اللذات .. بل إن نعم الله تعالى عليك؛ فيها ما هو أعظم من ذلك وإن كنت قليل المال ..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم آمنًا في سريه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنَّما حيزَتْ له الدنيا بحذافيرها! »[رواه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي وابن ماجه وغيرهم/ صحيح الجامع: ٦٠٤٢].
وعن مكحول:«أنه سئل عن قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال: بارد الشراب، وظل المساكن، وشِبْع البطون، واعتدال الخَلْقِ، ولذَّة النَّوم».
وقال يونس بن عبيد:«قال رجل لأبي تميمة: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفصل! ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يُعيِّرني بها أحد، ومودَّة قذفها الله في قلوب العباد لا يبلغها عملي؟ ! ».
فكما ترى أن العارفين فهموا حقيقة النعم، وأنها لا يشترط فيها أن تكون في بعض الأمور الظاهرة كما يفهم ذلك البعض!
فكم من صاحب نعمة؛ كثير المال، عريض الثراء؛ لم يستفد من ذلك؛ بسبب أمراض لزمته، أو هلع حلَّ به؛ فتراه غير متمتع بطيب الطعام، ولا هانئ بلذيذ المنام! كثير الشكوى! قليل الشكر!