وكم من فقير .. مُعْدَم .. لا يملك قوت يومه .. ولكنَّه معافًى في جسده .. ضاحكًا .. مسرورًا .. لا يحمل هم قوت غده .. شاكرًا ربه تعالى ..
فأين هذا من ذاك؟ !
قال الحسن البصري:«الخير الذي لا شرَّ فيه العافية مع الشكر، فكم من منعم عليه غير شاكر! ».
أخي المسلم: اجعل الشكر من ديدنك، وأنت تطالع نعم الله عليك ..
ولتعلم أن الشكر الصادق ما صدقَتْهُ الأعمال؛ فليس شاكرًا لله من شكره بلسانه، وعصاه بجوارحه ..
فأين أنت من شكر الجوارح؟ !
عن محمد بن كعب القرظي أنه قال:«الشكر: العمل، لقوله تعالى:{اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا} يعني: اعملوا عملاً تؤدون به شكرًا».
وقال نصر بن محمد السمرقندي:«ويقال: الشكر على وجهين: شكر عام، وشكر خاص. فأما الشكر العام فهو: الحمد باللسان، وأن يعترف بالنعمة من الله تعالى، وأما الشكر الخاص: فالحمد باللسان، والمعرفة بالقلب، والخدمة بالأركان، وحفظ اللسان وسائر الجوارح عمَّا لا يحل».
فيا من رتعت في نعم الله تعالى؛ إن من لوازم ذلك أن تحب واهب هذه النعم، وتقوم بحق طاعته تبارك وتعالى .. لتكون بذلك مؤديًا حقَّ شكره ..