قال أبو حازم:«عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، إذا عزم العبد على ترك الآثام أمه الفتوح».
وقال أبو بكر الواسطي:«التأني في كل شيء حسن إلا في ثلاث خصال: عند وقت الصلاة وعند دفن الميت والتوبة عند المعصية».
أخي في الله: إنها التوبة .. فلا تيأسنَّ من وصل حبلها بحبلك .. ولا تقولنَّ: إن ذنوبي كثيرة .. فإن رحمة الله أعظم من ذنوبك .. وإن عفوه وسع السماوات والأرض:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر: ٥٣].
كان في بني إسرائيل ملك فوصفوا له رجلاً من العباد، فدعاه الملك، ورغب منه في أن يصحبه ويلزم بابه .. فقال العابد للملك: حسنًا ما تقول أيها الملك.
ولكن لو دخلت يومًا بيتك فوجدتني ألعب مع جاريتك ماذا كنت تفعل؟
فقال الملك غاضبًا: يا فاجر أتجترئ علي بمثل هذا؟ !
فقال العابد: إن لي ربًا كريمًا لو رأى مني سبعين ذنبًا في اليوم، ما غضب علي، ولا طردني عن بابه، ولا حرمني رزقه، فكيف أفارق بابه وألزم باب من يغضب علي قبل أن أعصيه؟ ! فكيف لو رأيتني في المعصية؟ ! .. ثم خرج العابد منه.