للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهل أرسل الله إليهم رسلا منهم؟

اختلف العلماء في هذا على قولين: قيل: فيهم رسل، لقوله تعالى: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم} [الأنعام: ١٣٠] وقيل: الرسل من الإنس، والجن فيهم النذر. وهذا قول الجمهور من العلماء سلفا وخلفا وهو الراجح (١).

ورجح الشوكاني- رحمه الله- هذا القول في تفسيره (٢).

...

أما رؤية الله- سبحانه وتعالى- في الجنة، أعظم نعيم يناله المؤمنون، وهي ثابتة بالكتاب والسنة المتواترة، واتفق على القول بها جميع الصحابة والتابعين، وجميع أئمة الإسلام المعروفين بالإمامة والدين، وأهل الحديث، وسائر طوائف أهل الكلام المنسوبين إلى أهل السنة والجماعة.

وقد قرر الشوكاني- رحمه الله- هذه المسألة في مؤلف مستقل سماه: " البغية في مسألة الرؤية " (٣).

وأورد فيها الأدلة الدالة على ثبوت الرؤية ورد على المنكرين للرؤية من أهل البدع والأهواء من الجهمية، ومن تابعهم من المعتزلة والرافضة، وغيرهم.

...

أما خلود الجنة والنار، وبقاؤهما، وأنهما لا يفنيان أبدا، ولا يفنى من فيهما، ثابت بالكتاب والسنة. وقد وافق الشوكاني- رحمه الله- أهل السنة في هذا الموضوع في عدة مواضع من تفسيره (٤)، بل أفرده بالتأليف في رسالة بعنوان " كشف الأستار في إبطال


(١) انظر مجموع فتاوى شيح الإسلام (٤/ ٢٣٤) و (١١/ ٣٠٧).
(٢) فتح القدير (٥/ ٣٠٣).
(٣) وهي ضمن هذا القسم- العقيدة- برقم (١٧).
(٤) فتح القدير (١/ ٥٥، ٥٦، ١٦٦) و (٣/ ٣٣٥) و (٣/ ٤٧٥).