إلى المصابيح المتألقة في سماء اليمن الذين ذللوا الصعاب، وصححوا الانحراف، ونفوا عنها زغل الجهل بالقوة والصمود والمقاومة.
إلى كل عالم وإمام، ومجتهد قدم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوال الرجال.
إلى عدول هذه الأمة على مر الأجيال ..
إلى المتمثلين بقول القائل:
دين النبي محمد أخبار ... نعم المطية للفتى الآثار
لا ترغبن عن الحديث وآله ... فالرأي ليل والحديث نهار
١ - الإمام نشوان بن سعيد الحمري المتوفى سنة (٥٧٣ هـ/ ١١٧٧م).
فقد حورب وأوذي من قبل النفوس الضعيفة، والعصبية الممقوتة، ومن أنصاف الآلهة، ولكنه لشدة شكيمته وقوة إيمانه بترهم بمقوله وسيفه البتار ودفنهم تحت الثرى وبقط العلم المنشور.
٢ - الإمام المجتهد محمد بن إبراهيم الوزير المتوفى سنة (٨٤٠ هـ/ ١٤٣٦م). وهو صاحب "العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم"(١ - ٩).
فقد تحداه بأذى شديد شيخه (علي بن محمد) المتوفى سنة (٨٢٧هـ) وحزبه فقهره وأنزل به وبحزبه الأذى الشديد، وظل الإمام محمد نجما متألقا، وصوتا مدويا، لم يأفل نجمه ولا غاب بدره كلما تجدد الزمن تجدد ذكره في حين اختفى ذلك الصوت اللاغب المعارض، اللاهث.
٣ - الإمام المجتهد صالح بن المهدي المقبلي المتوفى سنة (١٠٨٥هـ/ ١٦٧٤م). وهو صاحب "المنار في المختار من جواهر البحر الزخار" و "العلم الشامخ" فقد نال شئبوبا من الآلام والمصائب وطورد فنجا بجلده، فجاور بمكة المكرمة ومات فيها.