للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل الأنبياء، وقيل السحاب، والأول أولى. وأقسم أيضًا بالعاصفات وهي الرياح الشديدة، وأقسم أيضًا بالناشرات وهي الرياح أيضا. وأقسم أيضًا بالفارقات وهي [٣ب] الرياح. وقيل الملائكة. وأقسم أيضًا بالملقيات ذكرا وهي الملائكة، وأقسم أيضًا بالنازعات غرقا، والناشطات نشطا، والسابحات سبحا. فالسابقات سبقا، فالمدبرات أمرا وهي الملائكة. والعطف مع اتحاد الكل. فتنزيل التغاير الوصف منزلة التغاير الدالي كما في قول الشاعر: إلى الملك الصرم وابن الهمام (١). هكذا لمحال الجمهور من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم. وقال السدي (٢): النازعات هي النفوس حين تغرق في الصدور. وقال مجاهد (٣): هي الموت ينزع النفس. وقال قتادة (٤): هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق، وبه قال الأخفش، وأبو عبيدة، وابن كيسان. وقال عطاء وعكرمة: هي القسي تنزع [٤] بالسهام، وإغراق النازع في القوس أن يمده غاية المد حتى تنتهي إلى النصل. وقيل أراد بالنازعات الغزاة الرماة. وأقسم- سبحانه- بالنجم، وأقسم- سبحانه- بالسماوات ذات البروج، وباليوم الموعود، وهو يوم القيامة في قول جميع المفسرين، وبالشاهد والمشهود، والمراد بالشاهد من يشهد في ذلك اليوم من الخلائق التي تحضر فيه والمراد بالمشهود ما يشاهد قي ذلك اليوم من العجائب. وقيل: المراد بالشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة. قال الواحدي (٥): وهذا قول الأكثر. وحكى القشيري (٦) عن ابن عمر، وابن الزبر أن الشاهد يوم الأضحى. وقال سعيد ابن (٧) جبير: الشاهد يوم التروية، والمشهود يوم عرفة.

وقال النخعي (٨): الشاهد يوم


(١) النظر:"الجامع لأحكام القرآن"ا (٩/ ١٩٠).
(٢) ذكره ابن جرير في "جامع البيان" (١٥/ ح ٢٨/ ٣٠).
(٣) ذكره أبى جرير في "جامع البيان" (١٥/ج٣٠/ ٢٨).
(٤) انظر جامع البيان (١٥/ ج ٣٠/ ٢٩).
(٥) لم أعثر عليه؟!
(٦) عزاه إليه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (١٩/ ٢٨٤).
(٧) ذكره القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " (١٩/ ٢٨٤).
(٨) ذكره القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " (١٩/ ٢٨٤).