ويحتمل أن يكون المراد الزيادة من أعمال الخير لا من نفس التهليل، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة، سواء كانت من التهليل أو من غيره أو منه ومن غيره، وهذا الاحتمال أظهر، والله أعلم. وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه، سواء قاله متوالية أو متفرقة، في مجالس أو بعضها أول النهار وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزًا له في جميع نهاره. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث التهليل: ومحيت عنه مائة سيئة، وفي حديث التسبيح: حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، ظاهره أن التسبيح أفضل، وقد قال في حديث التهليل: ولم يأت أحد أفضل مما جاء به. قال القاضي عياض في " إكمال المعلم بفوائد مسلم " (٨/ ١٩٢): ويحتمل الجمع بينهما أن حديث التهليل أفضل، وأنه إنما زيد في الحسنات ومحي من السيئات المحصورة، ثم جعل له من فضل عتق الرقاب ما قد زاد على فضل التسبيح وتكفيره جميع الخطايا؛ لأنه قد جاء أنه " من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا منه من النار "، أخرجه البخاري رقم (٢٥١٧)، ومسلم رقم (١٥٠٩) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. فهنا قد حصل بهذا العتق تكفير جميع الخطايا عمومًا بعد حصر ما عد منها خصوصًا مع زيادة مائة درجة، وما زاده عتق الرقاب الزائدة عن الواحدة. وقد جاء في الحديث (أ) (يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم رقم (٣٢/ ٢٦٩٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خير مما طلعت عليه الشمس ".) هنا أيضًا: أفضل الذكر التهليل، وأنه أفضل ما قاله عليه السلام والنبيون من قبله، وقد قيل إنه اسم الله الأعظم، وهي كلمة الإخلاص.