للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابن ماجه (١) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام"، وأخرجه أيضًا الشافعي (٢)، وابن خزيمة (٣)، وابن حبان (٤)، والحاكم (٥).

قال الترمذي (٦): وهذا حديث فيه اضطراب. رواه سفيان الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه مرسلاً، قال: وكان عامة روايته عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مرسلة، ورواه حماد بن سلمة عن عمرو بن يحيى، عن أبيه عن أبي سعيد ورواه محمد بن إسحاق عن عمرو بن يحيى عن أبيه قال: وكان عامة روايته عن أبي سعيد، وكأن رواية الثوري أصح وأثبت.

وقال الدارقطني في العلل (٧): المرسل المحفوظ، ورجح البيهقي (٨) المرسل، وقال النووي (٩): هو ضعيف، وقال صاحب الإمام (١٠): حاصل ما علل به الإرسال، وإذا كان الواصل له ثقة فهو مقبول. قال الحافظ (١١) وأفحش ابن دحية (١٢) فقال في كتاب


(١) في "السنن" رقم (٧٤٥).
(٢) في "ترتيب المسند" (٣/ ٨٣ - ٩٦).
(٣) في صحيحه رقم (٧٩٢).
(٤) في صحيحه رقم (١٦٩٩).
(٥) في المستدرك (١/ ٢٥١)
(٦) في "السنن" رقم (٢/ ١٣١).
(٧) (١١/ ٣١٩ - ٣٢٠ رقم ٢٣١٠)
(٨) في "السنن الكبرى" (٢/ ٤٣٤ - ٤٣٥).
(٩) في "خلاصة الأحكام" (١/ ٣٢١ - ٣٢٢ رقم ٩٣٨).
(١٠) عزاه إليه الحافظ في "التلخيص" (١/ ٥٠١) ط قرطبة.
(١١) في "التلخيص" (١/ ٥٠١).
(١٢) عزاه إليه الحافظ في "التلخيص" (١/ ٥٠١). وقال الألباني في "الإرواء" (١/ ٣٢٠): "وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد صححه كذلك الحاكم والذهبي، وأعله بعضهم بما لا يقدح، وقد أجبنا عن ذلك في صحيح أبي داود رقم (٥٠٧) وذكرت له هناك طريقًا آخر صحيحًا هو في منجاة من العلة المزعومة، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أسانيد جيدة، ومن تكلم فيه فما استوفى طرقه. وقد أشار إلى صحته الإمام البخاري في "جزء القراءة" (ص ٤). وخلاصة القول: أن الحديث صحيح.