للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبق والبرغوث (١)، وما صلب على الجرح، وما بقي في العروق (٢) بعد الذبح، بل ثبت (٣) أن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أمر أهل عرينة أن يشربوا من أبوال الإبل، وإنما ذكرنا هذا تقريبًا للأذهان؛ لتفهم أنه لا وجه للحكم بنجاسة الدم من الآدمي، ومن الخيل والإبل ونحوها من سائر المأكولات (٤).

وأما انتقاض الوضوء بتعمد الكذب والنميمة ونحوهما من المعاصي (٥) فاستدل القائلون بذلك الحديث المروي عن أبي هريرة أن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «رأى رجلًا مسبلًا إزاره في الصلاة، فأمر بإعادة الوضوء والصلاة» (٦) ففي إسناده ....................


(١) ودم البق والبراغيث ليس بشيء، وبه قال مالك وأحمد في رواية لأنه ليس بمسفوح، والمسفوح، ودم الحدأة والأوازغ نجس؛ لأنه دم سائل وما يبقى في العروق واللحم طهر لا يمنع جواز الصلاة، وإن كثر؛ لأنه ليس بمسفوح، ولهذا حل تناوله، وعن أبي يوسف أنه معفو عنه في الثياب لعدم الاحتراز فيه دون الثوب.
انظر: «البناية في شرح الهداية» (١/ ٧٤٨ - ٧٤٩).
(٢) انظر التعليقة السابقة.
(٣) أخرجه البخاري رقم (٢٣٣) ومسلم رقم (١٦٧١) وأبو داود رقم (٤٣٦٤) والنسائي (٧/ ٩٦ رقم ٤٠٢٩) والترمذي (١/ ١٠٦ رقم ٧٢)، وابن ماجه رقم (٢٥٧٨).
(٤) انظر: «المغني» (١/ ٢٤٨).
(٥) قال النووي في «المجموع» (٢/ ٧٣) قال ابن المنذر في كتابيه «الإشراف والإجماع» وابن الصباغ: أجمع العلماء على أنه لا يجب الوضوء من الكلام القبيح؛ كالغيبة والقذف وقول الزور، وغيرها.
واحتج الشافعي ثم ابن المنذر وثم البيهقي وأصحابنا في المسألة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من قال في حلفه باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لغيره تعالى أقامرك فليتصدق».
أخرج البخاري رقم (٤٨٦٠) ومسلم رقم (٥/ ١٦٤٧).
(٦) أخرجه أبو داود رقم (٦٣٨) و (٤٠٨٦).
وهو حديث ضعيف لا تقوم به حجة، ولا يستدل به على نقض الوضوء بالمعاصي.