للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وآله الطاهرين: وبعد:

فإنه سأل سيدي العلامة المفضال، عماد الآل يحيى بن مطهر بن إسماعيل (١) - كثر فوائده الرب الجليل- سؤالًا جيد الإيراد، فائق الإيراد ولفظه:

سؤال: كيف يجمع بين حديث ابن عباس في شاة ميمونة «إنما حرم من الميتة أكلها» المتفق عليه (٢)، وإن اختلف في بعض ألفاظه، فإنه يدل أن كل ما عدا الأكل جاز الانتفاع به، وبين حديث عبد الله بن عكيم: «لا تنتفعوا من الميتة بإهاب، ولا عصب» (٣) فكما هو كتبه من كتب الحديث، فإنه يدل أنه لا ينتفع منها بشيء.


(١) يحيى بن مطهر بن إسماعيل ين يحيى بن الحسين بن القاسم ولد سنة ١١٩٠ هـ. طلب العلم على جماعة من مشايخ صنعاء كالقاضي العلامة عبد الله بن محمد مشحم.
قال الشوكاني في «البدر» رقم (٥٨٥): في ترجمة «يحيى بن مطهر بن إسماعيل» وهو حال تحرير هذه الترجمة يقرأ علي في العضد وحواشيه وفي شرح التجريد للمؤيد بالله ... وهو الآن في عمل تراجم لأهل العصر وقد رأيت بعضًا منها فوجدت ذلك فائتًا ... وقد سألني بسؤالات وأجتب عليها برسائل هي في «مجموعات الفتاوى». توفي سنة ١٢٦٨ هـ.
«البدر الطالع» رقم (٥٨٥) و «التقصار» (ص٤٣٨ - ٤٣٩). «نيل الوطر» (٢/ ٤١١ - ٤١٤).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٤٩٢) ومسلم رقم (١٠٠/ ٣٦٣).
قلت: وأخرجه مالك في «الموطأ» (٢/ ٤٩٨ رقم ١٦).
عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هلا انتفعتم بجلدها؟ قالوا: إنها ميتة. فقال: إنما حرم أكلها».
(٣) أخرجه أحمد في «المسند» (٤/ ٣١٠ - ٣١١) والبخاري في تاريخه (٧/ ١٦٧ رقم ٧٤٣) وأبو داود رقم (٤١٢٧) والترمذي رقم (١٧٢٩) والنسائي (٧/ ١٧٥) وابن ماجه رقم (٣٦١٣) وقال الترمذي: حديث حسن. والبيهقي في «السنن الكبرى» (١/ ١٥) وابن حبان في صحيحه رقم (١٢٧٤).
وهو حديث صحيح.