للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجعد (١)، وأبي خالد الوالي. وأخرج الطبراني (٢) والبيهقي في سننه (٣) عن أبي عمر مرفوعا: اتقوا هذه المذابح يعني المحاريب ...... انتهى منه.

بعد تحرير هذا وقفت على شرح المناوي (٤) لحديث: اتقوا هذه المذابح، يعني: المحاريب، ففسر المحاريب بصدور المجالس أي تجنبوا صدور المجالس، قال: ووقع للمصنف أنه جعل هذا نهيا عن اتخاذ المحاريب في المساجد والوقوف فيها. وقال: خفي على قوم كون المحراب بالمسجد بدعة، وظنوا أنه كان في زمن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، ولم يكن في زمنه ولا في زمن خلفائه، بل حدث في المائة الثانية مع ثبوت النهي عنه، ثم ردة المناوي، وقال: إن ابن الأثير (٥) فسر المحاريب بصدور المجالس، وتبعه غيره، ونقل فيه كلمات محتملة ليس فيها صرت الرد لما فهمه السيوطي، ثم نقل كلام ابن الهمام في الفتح القدير (٦)، وسيحيط الجواب منكم- إن شاء الله- بجميع ما فيه، وإثبات ما يثبته البال، ونفي ما ينفيه.

والسلام.


(١) في مصنفه (٢/ ٥٩) بسند صحيح.
(٢) كما في "مجمع الزوائد" (٨/ ٦٠) وقال الهيثمي: "وفيه عبد الله بن مغراء، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن المديني في روايته عن الأعمش، وليس هذا منها.
(٣) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٤٣٩) بسند حسن.
(٤) في "فيض القدير شرح الجامع الصغير" (١/ ١٤٤).
(٥) في النهاية (١/ ٣٥٩).
(٦) في شرح فتح القدير (١/ ٤٢٥). وللإمام الشوكاني بحث في "المحاريب" سيأتي في القسم الرابع "الفقه وأصوله" من "الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني".