(٢) ينتفع الميت من عمل غيره بأمور منها: ١ - دعاء المسلم له. إذا توافرت فيه شروط القبول لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: ١٠]. وأما الأحاديث منها: قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل ". أخرجه مسلم رقم (٨٨) وأبو داود رقم (١٥٣٤) وأحمد (٦٤٥٢) عن أبي الدرداء. ٢ - قضاء ولي الميت صوم النذر عنه. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من مات وعليه صيام، صام عنه وليه ". تقدم تخريجه وهو حديث صحيح. وعن ابن عباس قال: " أن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - استفتى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إن أمي ماتت وعليها نذر؟ فقال: اقضه عنها. وهو حديث صحيح. ٣ - قضاء الدين من أي شخص ولي كان غيره. انظر أحاديثه في الرسالة (٩٣). ٤ - ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة فإن لوالديه مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء لأن الولد من سعيهما وكسبهما والله عز وجل يقول (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [النجم: ٣٩]. وقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه ". ٥ - ما خلفه من بعده من آثار صالحة وصدقات جارية، لقوله تبارك وتعالى: (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) [يس: ١٢]. فيه أحاديث: ١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو لد صالح يدعو له ". تقدم تخريجه. ٢ - وعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: في حديث طويل وفيه: " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سنة في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ثم تلى هذه الآية (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) [يس: ١٢]. أخرجه أحمد (٤، ٣٥٨) ومسلم رقم (١٠١٧) والترمذي رقم (٢٦٧٥) والنسائي (٥ - ٧٧) وابن ماجه رقم (٢٠٣).