للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأزهار (١): ويلغي شرط خلافه، ولو في الصفة تعليق الإقالة برد مثل الثمن إلى المشتري، أو من يقوم مقامه، وهو بيع الرجا المعروف، فيؤخذ من هنا صحته ما لم يكن فيه ما يقتضي الربا، كأن يريد المشتري التوصل إلى الغلة فقط، ولا غرض له في أخذ رقبة المبيع انتهى.

قال في شرح الفتح (٢): فإن إلتبس القصد عمل بالعرف فإن التبس أو لا عرف حمل على الصحة، لأن العقد إذا احتمل وجهي صحة وفساد حمل على الصحة انتهى.

ونقلنا عن شيوخنا عن شيخهم شيخ المتأخرين في المذهب بن أحمد الشبيبي (٣) رحمه الله ما لفظه: يفصل في بيع الرجا فإن كان مراد المشتري الرقبة - لا غرض له إلى الغلة وحدها - فهو بيع رجا صحيح، وإن لم مراده الرقبة، بل الغلة فقط فهذا بيع الرجا الذي لا يجوز لتضمنه الربا بزيادة الغلة على الثمن. انتهى.

وهذا هو المقرر عند جميع الشيوخ المشتغلين بالمذهب الآن، وشيوخهم، وعلى هذا يحمل ما رواه السائل - كثر الله فوائده - عن شرح الأثمار (٤)، ويحمل عليه أيضًا ما في سؤالات الإمام عز الدين بن الحسن (٥) حيث أجاب لما سئل عن بيع الرجا فقال: مذهبنا


(١) انظر " السيل الجرار " (٢/ ٩٦٥).
(٢) انظر: " مؤلفات الزيدية " (٢/ ١٦٩).
(٣) الحسن بن أحمد بن الحسين بن على بن يحيى بن على بن محمد بن معوضة الشبيبي الآنسي ثم الذملوي فقيه في فروع الهدوية باليمن. ولد سنة ١١٠٧هـ. من مؤلفاته " حاشية بيان ابن المظفر ". " حاشية شرح الأزهار ".
توفي سنة ١١٦٩هـ.
انظر: " اعلام المؤلفين الزيدية " (ص٢٩٥ - ٢٩٦)، ملحق البدر الطالع " (ص٦٨).
(٤) انظر " مؤلفات الزيدية " (٢/ ٤٢٧ - ١٢٨)
(٥) عز الدين بن الحسن بن الإمام على بن المؤيد بن جبريل اليحيوي الهادي الحسني. ولد سنة ٨٤٥هـ في هجرة فللة.
من مؤلفاته: " أجوبة ومسائل ". " أصول الدين " (رسالة).
مات سنة ٩٠٠هـ.
" أعلام المؤلفين الزيدية " (ص٦٤١). " مؤلفات الزيدية " (١/ ٥٥).