للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السؤال التاسع: قال:

كذلك قد ظهر استقرار الملكين بابن آدم بعد موته أنهما يقومان على قبره (١)،


(١) وهو حديث ضعيف، ورد من حديث أبي بكر، وأبي سعيد، وأنس.
- أما حديث أبي بكر:
فقد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٢٨) والسيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٤٣٢) من طريق إسماعيل بن يحيى التيمي حدثنا قطر بن خليفة، عن أبي الطفيل قال: سمعت أبا بكر يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قبض العبد المؤمن صعد ملكاه إلى السماء، فقال الله لهما: ارجعا إلى قبره واحمداني وهللاني إلى يوم القيامة، فإنني قد جعلت له مثل أجر تسبيحكما وتحميدكما وتهليلكما، ثوابا مني له فإذا كان العبد كافرًا فمات صعد ملكاه إلى السماء، فيقول الله عز وجل لهما: ما جاء بكما؟ فيقولان: رب قبضت عبدك وجئناك، فيقول لهما: ارجعا إلى قبره والعناه إلى يوم القيامة، فإنه كذبني وجحدني، فإني جعلت لعنتكما عذابا أعذبه يوم القيامة".
وفي سنده "إسماعيل بن يحيى التيمي" عامة ما رويه من الحديث بواطل عن الثقات وعن الضعفاء ـ قاله ابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٠٢).
- وأما حديث أبي سعيد:
فقد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٢٨) والدارقطني في "الأفراد" كما في "الحبائك" رقم (٣٧٨) والسيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٤٣٢) وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٢٥٣) من طريق إسماعيل بن يحيى، حدثنا مسعر عن عطية، عن أبي سعيد قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إذا قبض الله عز وجل روح العبد صعد ملكاه إلى السماء فقالا: يا ربنا إنك ولكتنا بعبدك المؤمن نكتب عمله، وقد قبضته إليك، فأذن لنا أن نسكن السماء فيقول: سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني فيقولون: ائذن لنا أن نسكن الأرض، فيقول: أرضي مملوءة من خلقي يسبحوني، ولكن قوما على قبره، فسبحاني واحمداني وهللاني واكتباه لعبدي إلى يوم القيامة".
قال أبو نعيم: غريب تفرد به سعدان عن إسماعيل. تقدم الكلام عليه.
- وأما حديث أنس: فقد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٢٩) والسيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٤٣٢ - ٤٣٣) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله عز وجل وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله، فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به: قد مات فأذن لنا أن نصعد إلى السماء، فيقول الله عز وجل: سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني، فيقولان: في الأرض، فيقول: أرضي مملوءة من خلقي يسبحوني، فيقولان: أين، فيقول: قوما عند قبر عبدي، فسبحاني واحمداني وكبراني وهللاني واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح وقد اتفقوا على تضعيف "عثمان بن مطر" وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به.
وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (٢/ ٣٧١): "تعقب: بأن البيهقي أخرج في "الشعب" (٧/ ١٨٣ - ١٨٤ رقم ٩٩٣١) حديث أنس وقال: عثمان بن مطر ليس بالقوي، ثم إنه لم ينفرد به، فقدتابعه الهيثم بن جماز أخرجه أبو بكر المروزي في "الجنائز" وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (١/ ٦٣٣ رقم ٨٤٦) و (١/ ٦٣٤ رقم ٨٤٧).
قال البيهقي: وله شواهد أخرى عن أنس، ثم روى بإسنادين عنه مرفوعًا نحوه، والله تعالى أعلم.