قال ابن كثير في تفسيره (٦/ ٢٢٧): قال ابن عباس: سار موسى من مصر إلى مدين، ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر، وكان حافيًا فما وصل مدين حتى سقطت نعل قدمه. وجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه، وإن بطنه لاصق بظهره من الجوع، وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه وإنه لمحتاج إلى شق تمرة. (٢) [يوسف: ٥٥]. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٣٣٩١) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. قال ابن حجر في " الفتح (٦/ ٤٢١) في شرحه للحديث: اعلم لم يثبت عند البخاري في قصة أيوب شيء، فاكتفى بهذا الحديث الذي على شرطه. وأصح ما ورد في قصته ما أخرجه ابن أبي حاتم - في تفسيره رقم ١٣٦٩٧ - وابن جريج وصححه ابن حبان في صحيحه رقم (٢٨٩٩) - والحاكم في " المستدرك " (٥/ ٥٨١ - ٥٨٢). من طريق نافع بن يزيد عن عقيل عن الزهري عن أنس: " أن أيوب عليه السلام ابتلي فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه فكانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنبًا عظيمًا وإلا لكشف عنه هذا البلاء، فذكره الآخر لأيوب، يعني فحزن ودعا الله حينئذ فخرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده، فلما فرغ أبطأت عليه، فأوحى الله إليه أن اركض برجلك، فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحًا، فجاءت امرأته فلم تعرفه، فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو؛ وكان له اندران: أحدهما للقمح، والآخر للشعير، فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض ". وانظر: " فتح الباري " (٦/ ٤٢١).