للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، كما في الصحيحين (١)، وغيرهما (٢)، من حديث أبي موسى، قال: قال رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: " إن الله يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته "، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} (٣).

وفي الصحيحين (٤) وغيرهما (٥)، من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: " الظلم ظلمات يوم القيامة "، وأخرج نحوه مسلم (٦) وغيره من حديث جابر، وفي الصحيح (٧) من حديث أبي هريرة: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه [٢ب] ولا يسلمه "، وفي لفظ (٨) " ولا يخذله ".

والأحاديث الواردة في تحريم الظلم، وذم فاعله، وما يستحقه من العقوبة، كثيرة جدًا، وقد أجمع المسلمون على تحريمه، ولم يخالف في ذلك مخالف. وأجمع العقلاء على أنه من أعظم ما تستقبحه العقول، ثم قد بين رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -لنا في مداخلة الظلمة، ما هو القول الفصل، والحكم العدل، فقال في حديث صحيح أخرجه الترمذي في موضعين من سننه (٩)، وأوضح ذلك أتم إيضاح، وبينه أكمل بيان: " غشي


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤٦٨٦) ومسلم رقم (٢٥٨٣).
(٢) كالترمذي في " السنن " رقم (٣١١٠).
(٣) [هود: ١٠٢].
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٤٤٧) ومسلم رقم (٢٥٧٩).
(٥) كالترمذي رقم (٢٠٣٠).
(٦) في صحيحه رقم (٢٥٧٨). وهو حديث صحيح.
(٧) أخرجه مسلم رقم (٢٥٦٤).
(٨) عند مسلم في صحيحه رقم (٣٢/ ٢٥٦٤).
(٩) أخرجه الترمذي في " السنن " رقم (٦١٤) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى.
وأخرجه أحمد (٣/ ٣٢١) وابن حبان رقم (١٧٢٣) والحاكم (٤٢٢). وهو حديث صحيح.
وأخرجه الترمذي في " السنن " رقم (٢٢٥٩) وقال: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث مسعر إلا من هذا الوجه. وهو حديث صحيح.
كلاهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لكعب بن عجرة: " أعاذك الله من إمارة السفهاء " قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: " أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهدي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردون على حوضي، يا كعب بن عجرة، الصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان، أو قال برهان، يا كعب بن عجرة، الناس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها ".
ولفظ المصنف للترمذي رقم (٢٢٥٩).