(٢) قال الشوكاني في " إرشاد الفحول " (ص٥٩١): مفهوم المخالفة هو حيث المسكوت عنه مخالفًا للمذكور في الحكم إثباتًا ونفيًا، فيثبت للمسكوت عنه نقيض حكم المنطوق به. وجميع مفاهيم المخالفة حجة عند الجمهور إلا مفهوم اللقب وأنكر أبو حنيفة الجميع. انظر: " البحر المحيط " (٤/ ١٥)، " تيسير التحرير " (١/ ٩٤). وللقول بمفهوم المخالفة شروط: ١ - أن لا يعارضه ما هو أرجح منه من منطوق أو مفهوم موافقة وعليه تفصيل. انظر: " البحر المحيط " (٤/ ١٨). ٢ - أن لا يكون المذكور قصد به الامتنان كقوله تعالى: {لتأكلوا منه لحما طريا} فإنه لا يدل على منع أكل ما ليس بطري. ٣ - أن لا يكون المنطوق خرج جوابًا عن سؤال متعلق بحكم خاص ولا حادثة خاصة بالمذكور وهكذا قيل ولا وجه لذلك فإنه لا اعتبار بخصوص السبب ولا بخصوص السؤال. انظر مزيد تفصيل: " البحر المحيط " (٤/ ٢٢)، " تيسير التحرير " (١/ ٩٩). ٤ - أن لا يكون المذكور قصد به التفخيم وتأكيد الحال كقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد " وهو حديث متفق عليه. فإن التقيد بالإيمان لا مفهوم له وإنما ذكر لتفخيم الأمر. " الكوكب المنير " (٣/ ٤٩٢). ٥ - أن يذكر مستقلاً، فلو ذكر على وجه التبعية لشيء آخر فلا مفهوم له كقوله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} [البقرة: ١٨٧]. فإن قوله: في المساجد لا مفهوم له؛ لأن المعتكف ممنوع من المباشرة مطلقًا. " البحر المحيط " (٤/ ٢٣). ٦ - أن لا يظهر من السياق قصد التعميم فإن ظهر، فلا مفهوم له كقوله تعالى: {والله على كل شيء قدير} [البقرة: ٢٨٤]. للعلم بأن الله سبحانه قادر على المعدوم والممكن وليس بشيء فإن المقصود بقوله: {كل شيء} للتعميم. ٧ - أن لا يعود على أصله الذي هو منطوق بالإبطال، أما لو كان كذلك فلا يعمل به. انظر " الكوكب المنير " (٣/ ٤٩٥ - ٤٩٦)، " البحر المحيط " (٤/ ٢٣).