(٢) ذكره الحاجي خليفة في "كشف الظنون" (٢/ ١٢٧٤). (٣) في صحيحه، رقم (١٥٦/ ١٩٠٨). (٤) في "المستدرك" (٣/ ٢٥٦) وصححه ووافقه الذهبي. قال ابن التين كما في "فتح الباري" (٦/ ٤٤): هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء. قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء. ويتحصل مما ذكر في هذه الأحاديث أن الشهداء قسمان: شهيد الدنيا وشهيد الآخرة وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلًا غير مدبر مخلصًا. وشهيد الآخرة وهو من ذكر بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهادة ولا تجري عليه أحكامهم في الدنيا ... وفي حديث العرباض بن سارية - عند النسائي (٦/ ١٧ - ٣٨) وأحمد (٤/ ١٢٨) مرفوعًا: "يختصم الشهداء والمتوفّون على فرشهم إلى ربنا عز وجل في الذي يتوفّون من الطاعون، فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا على فرشنا فيقول ربنا عز وجل انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراحُهُم جراح المقتولين، فإنهم منهم ومعهم فإذا جراحُهم قد أشبهت جراحهم"- حديث حسن لغيره-. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٦/ ٤٤): وإذا تقرر ذلك فيكون إطلاق الشهداء على غير المقتول في سبيل الله مجازًا، فيحتج به من يجيز استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه. والمانع يجيب بأنه من عموم المجاز فقد يطلق الشهيد على من قتل في حرب الكفار لكن لا يكون له ذلك في حكم الآخرة لعارض يمنعه كالانهزام وفساد النية.