للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعمرك ما في الركب [حر ولا أرى] (١) ... [بهذا الوادي من طالب (٢) للعلية [٢٧]]

فيا طالما قد صحت: هل من مساعد ... ويا طالما قد درت بين البرية

فلم أر إلا شارقًا ببلاهة ... يطيش بها أو مصمتًا بتقية

وبعد فهذا فلنسمك عنان القلم عن التفلت في هذه الشعاب والهضاب، ونكتفي بهذه الوثبة في ميادين خيول أدلة السنة والكتاب، ملقين عن ظهورنا أعباء التكلفات والتوغلات، طارحين عن كواهلنا أحمال أثقال التعسفات والتعصبات، غير متوغلين في مضمار الجدال والنضال، ولا مقتحمين لمحبة القلب أشباح معارك مهالك أبطال المقال. اللهم فاجعل هذه المناظرة مناصرة لا مقامرة، وهذه المذاكرة مباصرة لا مكابرة، وهذه المطاولة مقاولة لا مصاولة، وهذه المجادلة مناولة لا مهاولة، وأعنا على تنقية كدورات الأهوية والعصبية، بمياه الإنصاف، واغننا عن الاحتياج إلى ورود مواردها الوبية بما صفا من معين علوم الأسلاف. وصل وسلم على من قال: "اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وآله وصحبه يا كريم". وكان فراغ مؤلفه القاضي


(١) كذا في المخطوط وفي الديوان [ذو لوعة ولا].
(٢) والذي في الديوان (ص ١٠٢):
لعمرك ما في الركب ذو لوعة ولا ... بذا الحي من تزجى إلية مطيتي
فائدة من أقوالهم:
قال النووي في "المجموع" (٢١/ ٣٢٩):
الصغار: هو أن تجري عليهم أحكام المسلمين، ولا فرق بين الخيابر وغيرهم في الجزية.
وقال الشافعي في "الأم" (٩/ ٦٥) سمعت عددًا من أهل العلم يقولون: الصغار أن يجري عليهم حكم الإسلام.
وما أشبه ما قالوا لامتناعهم من الإسلام فإذا جرى عليهم حكمه فقد أصغروا بما يجري عليهم منه.
وقال الشافعي في "الأم": الصغار أن تؤخذ منهم الجزية وهم قيام والآخذ جالس.
انظر: "المهذب" (٥/ ٣٢٥ - ٣٣٠) و"البناية في شرح الهداية" (٦/ ٦٨٣ وما بعدها)، "روضة الطالبين" (١٠/ ٣١٥ - ٣١٦).